وقع مجلس الغرف أمس مذكرة تفاهم مع الجانب الآيرلندي لإنشاء مجلس أعمال سعودي آيرلندي للارتقاء بحجم التبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين، وذلك بحضور السفير الآيرلندي بالمملكة الدكتور نايل هالوهان. ووقع الاتفاقية رئيس المجلس المهندس عبدالله المبطي فيما والسيد جوزيف لينش رئيس الجانب الآيرلندي في مجلس الأعمال المشترك. وعقب التوقيع الاتفاقية قال المبطي بأن المجلس يهدف لتسهيل التفاعل المستمر بين قطاعي الأعمال في السعودي والآيرلندي وزيادة التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، وسيضطلع المجلس بالعديد من الأنشطة التجارية والترويجية بشكل منهجي ويوفر منصة لرجال الأعمال للتعريف والترويج لأنشطتهم التجارية وإقامة شراكات تجارية بينهما. ونوه المبطي بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى مليار دولار, مضيفا بأن الواردات بالنسبة لإيرلندا تصل إلى 350 مليون ريال أما بالنسبة للجانب السعودي فيصل إلى 157 مليون ريال, مضيفا بأنهم يسعون لتسويق المنتجات غير النفطية لآيرلندا ولدول العالم. ولفت المبطي ردا على سؤال «الجزيرة» بأن مجلس الغرف قائم بدوره الآن على أكمل وجه ويغطي دور الغرف في كافة أنحاء المملكة ولا يوجد أي توجه لإنشاء مجلس أعلى للغرف, مشيرا إلى أن مجلس الغرف عمله الأساسي العلاقات الدولية الاقتصادية, مضيفا بأن لديهم الآن 34 مجلساً اقتصادياً سعودياً مع دول أخرى كاشفاً في الوقت نفسه عن توجه من وزارة التجارة إلى إنشاء 3 مجالس إضافية. وأردف المبطي بأنه من خلال هذه الغرف المشتركة يقومون بعمل زيارات للاطلاع على الإمكانيات المتوفرة لدى هذه الدول لاستقطابها للمملكة أو عمل استثمارات في تلك البلدان, مشيرا بأنهم يركزون الآن على المجال الزراعي وذلك حسب توجيهات خادم الحرمين الشريفين بدراسة إمكانية الاستثمار الزراعي بالخارج. وفي سؤال آخر «للجزيرة» عن حقل الفوسفات في شمال المملكة وكيفية الاستفادة منه في المجال الزراعي أجاب المبطي بأن المملكة ستصبح أكبر مورد للفوسفات في العالم والذي يعتبر أهم عنصر في الزراعه لافتا إلى أن المشروع بدا منذ عدة سنوات والآن في مراحله الإنتاجية وستصل استثماراته إلى 40 مليار, مشددا في الوقت نفسه بأن الظروف الزراعية في المملكة لا تعتمد على الفوسفات ولكن تعتمد على مقومات أخرى أبرزها المياه وهو ما أمر به سيدي خادم الحرمين الشريفين بإيجاد بدائل أخرى للزراعة خارج المملة. من جانبه قال المهندس عمر باحليوه أمين مجلس الغرف المكلف بأن إنشاء مجلس الأعمال السعودي الآيرلندي يعد إطارا مهما لتدعيم العلاقات الاقتصادية وتشجيع قيام شراكات بين رجال الأعمال السعوديين والآيرلنديين، وأضاف: ووفقا للمذكرة فإن المجلس المشترك سيعمل على تسهيل تبادل المعلومات بين مجتمعي الأعمال السعودي والآيرلندي بشأن الأوضاع الاقتصادية والسوق والفرص الاستثمارية المتاحة إضافة لتعزيز الروابط والاتفاقات في قطاعات التعاون الاقتصادي والصناعي وتقديم المقترحات والدراسات للجهات المختصة في البلدين بغرض تحسين وتطوير التعاون الاقتصادي. فيما أكد «للجزيرة «السيد جوزيف لينش بأن الاتفاقية تعد بداية جيدة وموفقة لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين, مشيرا في الوقت نفسه بأن تأسيس مجلس الأعمال سيعزز نمو التبادل التجاري والاستثماري. لافتا إلى أن حجم التبادل الحالي ساهم بشكل مباشر بإنشاء مجلس أعمال مشترك لتعزيز وبحث الفرص التجارية والاستثمارية. مشيرا في الوقت نفسه بأن مجلس الأعمال وفي اجتماعه الأول سيبحث كيفية زيادة الصادرات من المملكة إلى آيرلندا وفرص الاستثمار السعودية فيها, مضيفا بأنهم للمحافظة وتعزيز هذه التعاون المشترك بين البلدين سيتم التنسيق بين الجانبين بشكل مستمر خلال الاجتماعات وكذلك حث الشركات للتواصل الدائم والتعرف على فرص الاستثمار من كلا الجانبين. وأشار لوجود عدد 2000 طالب سعودي يدرسون في آيرلندا، كما نوه بالمجالات التي يمكن التعاون من خلالها في مجالات التعليم والبناء والطب والزراعة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحديثة. فيما أشار السفير الآيرلندي للتسهيلات التي تقدمها آيرلندا للسعوديين حيث تمنح لهم تأشيرة الدخول بحدود (24) ساعة، وقال إن اقتصاد بلاده رغم الأزمة لا يزال مستقرا وقويا واعتبر الوقت مناسبا لقيام علاقات تعاون اقتصادي تحقق نتائج إيجابية لا سيما وأن السوق السعودية تتوافر بها العديد من الفرص الاستثمارية، وأضاف بأن آيرلندا تعتبر آيرلندا من أكبر الدول المصدرة للبرمجيات والمنتجات الدوائية، وتطرق السفير لاعتماد بلاده للمصرفية الإسلامية منذ عام وتطلعها لاستقبال صناديق استثمارية إسلامية.