هذه البلاد سرعان ما تكفّن حزنها وتلملم دموعها لتعلق الفرح أجراساً على نوافذ الحياة وأبواب المستقبل، سرعان ما يترجم الحزن إلى قول يتجلّى من خلال أفعال أبنائها وانتمائهم لأرض طيبةٍ ولود تنجب النجباء المخلصين الأوفياء الذين يذودون عن ترابها بأرواحهم.. فما إن يأفل نجم فإنه لا يغيب لأنه ستواريه الذاكرة بكل إنجازاته وأفعاله وأفضاله التي تركت أثرها في كل ركن من أركان هذا البلد. مسيرة هذا الوطن تتواصل وتمتد من عهد مؤسسها إلى من جاء بعده يكمل مسيرة التنمية والنماء والتألق على خارطة العالم، فقبل أيام ودعنا رجل الأمن والأمان نايف بن عبدالعزيز، حيث انتقل من سماء الحياة ليشرق في سماء الذاكرة التي تمتلئ به وبإنجازاته التي كان لها الأثر وكانت النموذج على مستوى العالم الذي استفاد من خبراته وإنجازاته في مؤسسات عالمية استثمرت فكره وسياسته وأخرى منحته الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية وغيرها تقديراً لهذا الصقر الذي حلّق عالياً في سماء وطن حمله إلى فضاءات مشرقة محققاً سياسة أخيه ومليكه عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله. ومن قلب الرياضالمدينة العاصمة والعاصمة القلب لمملكتنا والرئة لأحلامنا وأشواقنا وحنيننا.. من قلبها لسماء المملكة يتوج الأمير الإنسان.. أمير التاريخ سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد.. سنداً ومعيناً لأخيه خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن أبي البلاد، ولعل السطور تثقل بما يمكن أن يكتب عليها في وصف سلمان الذي جعل من الرياض التي تولى إمارتها لعقود نموذجاً للعاصمة الرائعة المثالية وقد خرجت تجربتها من المركزية لتشمل مناطق المملكة التي حدت حدودها. سلمان القائد والمؤرّخ والأديب والإنسان المتابع لكل صغيرة وكبيرة في كل مؤسسة ثقافية أو إنسانية أو إعلامية، فما بين متابع لأجهزة الإعلام وما تقدّمه شاشات التلفاز لمراقب لأمور الإعلاميين وكفاءاتهم إلى متابعة دارة التاريخ دارة الملك عبد العزيز في مناسباتها.. مصححاً ومدققاً لإصداراتها..إلى مستقبل ومضيف لزوار ومثقفي العالم في مناسبات المملكة المختلفة.. إلى رئاسة المؤسسات الخيرية.. ومتابعة شؤون المواطنين، وقد وفق أمير الرياض بين شراح المجتمع فلم تكن تظهر مشكلة إلا وتبعتها الحلول، هو أمير يقصد مكتبه في الإمارة منذ الصباح الباكر يؤدي مهامه الوظيفية والوطنية ولا يغلق له باب، وهو بين هذا وذاك الأديب الذي يدوّن تاريخ وطنه وملامح أبيه المؤسس القدوة في كتاب تحمله أرفف الدارة، والمفكر الذي يجادل المستشرقين ويتواصل مع أصحاب الأقلام بين المؤيّد والمناقش والمصحح وصاحب الرأي والخبرة. ماذا أقول عنك يا سلمان ومثلي يعرف جيداً واسع معرفتك واطلاعك وحقيقة فكرك وملامح إنسانيتك.. وإنه لا يلومني لائم في حبك وتقديرك وذكر القليل القليل من فيض ما يميزك. بايعناك أميراً للقلب وأميناً لولاية العهد وأمام الله إنا نشهد أنك الإنسان الإنسان الإنسان. من آخر البحر: الرياض.. وردة النبض الشجي كوكب دري همس من مروا وتاريخ أبيّ [email protected]