واصلت القوات السورية أمس السبت عمليات القصف على عدة مدن، ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والجيش السوري الحر، مما أدى إلى مقتل 40 شخصًا على الأقل في أنحاء البلاد، غداة يومٍ دامٍ راح ضحيته أكثر من 96 قتيلاً. وقال نشطاء معارضون: إن الجيش السوري اشتبك مع مقاتلين معارضين وقصف اثنين من الأحياء في مدينة دير الزور أمس السبت مما أسفر عن سقوط 28 قتيلاً على الأقل في المدينة المنتجة للنفط الواقعة بشرق البلاد والقريبة من الحدود مع العراق. وأفاد مصدر في مستشفى بالمدينة أن الضحايا وبينهم ثلاث نساء وعدد من الأطفال معظمهم من المدنيين وقتلوا جراء قصف منازلهم في حي المطار القديم وفي حي الحميدية. وفي محافظة حمص، أعلن المرصد السوري لحقوق الإِنسان أن خمسة مواطنين قتلوا بعد منتصف ليل الجمعة السبت، حيث تتعرض أحياء عدة في مدينة حمص للقصف من قبل القوات السورية التي تحاول السيطرة عليها. وأفاد الناشطون أن القصف يطال منازل المدنيين في القصير ودير بعلبة وحي جورة الشياح والرستن وتلبيسة. وفي حماة، قتل ثلاثة أشخاص في اشتباكات بين الجيش ومسلحين. من جهة أخرى، أكَّد مصدر حكومي أردني في تصريحاته نشرت أمس أن عائلة الطيار السوري المنشق العقيد الطيار حسن مرعي الحمادة الذي هبط بطائرة حربية سورية في قاعدة عسكرية شمال الأردن الخميس طالبًا اللجوء السياسي، سبقته بدخول أراضي الأردن قبل أيام. وقال المصدر: إن «عائلة الطيار السوري اللاجئ كانت دخلت أراضي المملكة قبل أيام، ضمن آلاف السوريين الذين يلجأون إلى الأردن، هربًا من الأوضاع الأمنية هناك». وأكّد المصدر أن قبول وضع اللجوء السياسي للطيار السوري «بات منتهيًا» بالنسبة للأردن، مشددًا على أن الأردن «لن يسلم» الطيار إلى بلاده. وعلى الحدود التركية السورية، دخل 20 جنديًا سوريًا وأسرهم إضافة إلى لاجئين سوريين آخرين إلى تركيا، حسبما ذكر تقرير إخباري. وذكرت وكالة الأناضول أمس أن 115 سوريًا من بينهم شخص مصاب و20 جنديًا وأسرهم، دخلوا تركيا عبر قرى جنوب تركيا. وقالت الوكالة: إن عدد اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى تركيا وصل حتَّى الآن إلى أكثر من 30 ألف لاجئ. ومع تزايد أعمال القمع الدموي في سوريا، أصدر الرئيس بشار الأسد أمس مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة. وأعلن التلفزيون السوري أن الأسد أصدر المرسوم 210 الذي يتضمن أسماء التشكيلة الحكومية الجديدة برئاسة رياض حجاب. واحتفظ كل من وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين، وكذلك وزيرا الدفاع العماد داوود راجحة والداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار بمناصبهم. وعلى الصعيد السياسي، قالت وسائل إعلام: إن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اجتمع مع قادة بالجيش التركي ورئيس الاستخبارات لمناقشة الخطوات التي يمكن اتخاذها بعد أن أسقطت سوريا إحدى طائرات البلاد العسكرية. ونقلت عن وزارة الخارجية قولها: إن الاجتماع استمر ساعتين وحضره نائب رئيس هيئة الأركان وقادة عسكريون كبار ورئيس الاستخبارات الوطنية الذي ناقش أيضًا عملية البحث عن الطيارين المفقودين. وأقر الرئيس التركي عبد الله غول أمس السبت أن الطائرة التركية التي أسقطتها سوريا الجمعة انتهكت المجال الجوي السوري، وقد خفف هذا الإقرار من خطورة الحادث الذي يؤجج التوتر بين أنقرةودمشق ويهدد بعواقب دولية وخيمة.