الحمد لله الذي وفق هذه البلاد بقادة أوفياء صدقوا ما عاهدوا الله عليه منذ توحيدها على يد الباني المؤسس جلالة الملك عبد العزيز -طيَّب الله ثراه- حتَّى عصر خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله وسدد خطاه-. إن الناظر المنصف لما مرَّت به البلاد السعودية من فقد ركنين أساسيين من أركانها في فترة وجيزة وهما صاحبا السمو الملكي الأميران سلطان ونايف رحمهما الله وأسكنهما فسيح جنَّاته يرى قوة التماسك واللحمة الوطنية بين القيادة وشعبها. فلقد أسعد كل مواطن مخلص محب لهذا الوطن وقيادته الوفية لشعبها الصورة المشرقة لسلاسة انتقال سلطة ولاية العهد لسلمان الخير بحب وإجماع وقبول من أبناء الأسرة المالكة الكريمة، وشعور بالرضا والمبايعة الصَّادقة من كافة أبناء الشعب السعودي النبيل في لحمة وطنية لا يوجد لها مثيل على وجه المعمورة ساهمت في تعزيز شموخ مملكتنا الغالية على المستويين الداخلي والخارجي. إنها مسيرة أسرة مالكة كريمة أصلها ثابت على نور من الله وبرهان وفرعها في السَّماء تتوارث الأمجاد كابرًا عن كابر، لا ترتبك عند المصائب وإنما تزداد قوة وصلابة وتماسكًا، لا تختار للمناصب المهمة إلا الأكفأ والأصلح والقوي الأمين مما يزيد استقرار هذا البلاد رسوخَا وثباتًا ويعطي رسالة واضحة للمشككين في اللحمة الوطنية بين القيادة وشعبها إنها قوة متينة قائمة على كتاب الله وسنّّة رسوله عليه الصلاة والسلام. ولذا لم يكن تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للدفاع بالأمر المفاجئ للشعب، بل إن جميع المواطنين على ثقة كبيرة برؤية خادم الحرمين الشريفين في اختيار الرجال الأوفياء والمخلصين لوطنهم وأمتهم فجاء الاختيار للأمير الجليل سليل المجد سلمان الوفاء.. سلمان التاريخ.. سلمان الإِنسانية.. سلمان الحكيم.. والسياسي والخبير الإداري الفذ.. سلمان الدفاع رائد التنمية والتطوير. جاء هذا الاختيار تقديرًا لعطاءات سمّوه الخيّرة، وإنجازاته المتواصلة، وإسهاماته المتميزة عبر مسيرته وتاريخه الحافل بالعطاءات والإنجازات المثمرة والخبرات الطويلة التي تجاوزت خمسة عقود في خدمة الوطن والمواطنين وخدمة أمته والإنسانيّة جمعاء. لقد جاء هذا التناغم بين القيادة والشعب ليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على ما يمتلكه سيدي خادم الحرمين الشريفين من رؤيّة ثاقبة وبعد نظر لما فيه مصلحة البلاد والعباد في إسناد الأمر لأهله، فما أن ترجل فارس من حماة الوطن وأمنائه عن فرسه حتَّى حلَّ محله فارس آخر لتمضي القافلة وتتواصل المسيرة نحو أهدافها الوطنية والحفاظ على ثوابت هذا الوطن ومكتسباته من خلال رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. كيف لا يتحقق ذلك وكلَّنا يعرف مكانة سلمان على مستوى الأسرة المالكة وبين أبناء شعبه الوفي الذين يبادلونه حبًّا بحبِّ وولاءً بولاء، وعلى مستوى العالمين العربي والإسلامي، بل والعالم أجمع فهو خير خلف لخير سلف في تحمل مسؤولية هذا المنصب العظيم. وإننا إذ نجدد العهد من قلوب تفيض بالولاء والطاعة لسيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين لنسأل الله عزَّ وجلَّ أن يحفظ لهذا البلاد أمنها وقادتها واستقرارها، إنه سميع مجيب. عميد شؤون المكتبات بجامعة الملك خالد وعضو المجلس البلدي بأمانة منطقة عسير