ببالغ الحزن والأسى استقبل شعب المملكة العربية السعودية وشعوب الدول المحبة والصديقة للمملكة نبأ وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رحمه الله، وبوفاته فقدت المملكة والعالم رجل دولة لم تقتصر جهوده على تحقيق الأمن والاستقرار في بلاده فقط بل امتدت لتشمل التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب على المستوى الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي، كما امتدت لتشمل جوانب التنمية المحلية والثقافة والمساعدات الإنسانية، ففي مجال الأمن كان الأمير نايف هو رجل الأمن الأول وقائد مسيرة الأمن في المملكة وقام بتطوير وإعادة هيكلة وزارة الداخلية وقطاعاتها المختلفة للاضطلاع بأعباء الإدارة المحلية ومهام الأمن وقائياً وجنائياً، وفي مجال الأمن على مستوى مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلى مستوى الدول العربية والإسلامية والعالم، كان الأمير نايف خلف ما حققته المملكة مع الدول الشقيقة والصديقة من إنجازات في مجالات التعاون الأمني بكافة أشكاله والاتفاقيات الثنائية والإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب، ومن أبرز تلك المنجزات دوره في تأسيس مجلس وزراء الداخلية العرب، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والمركز الدولي لمكافحة الإرهاب. وعني الأمير نايف بكثير من ملفات التنمية بالمملكة التي تهدف إلى تطوير الحكم المحلي وتسجيل المواطنين في السجل المدني وتوفير البنى الأساسية التي يعتمد عليها في تقديم الخدمات المختلفة للمواطنين، كما حرص الأمير نايف على أن يكون لتشجيع البحث العلمي والدراسات نصيب في جهوده لخدمة المجتمع وإرساء ثقافة وسطية فقام بإنشاء عدد من كراسي البحوث العلمية في مجالات الأمن الفكري والوحدة الوطنية والقيم الأخلاقية وتنمية الشباب كما أنشأ جائزة عالمية باسمه في مجال السنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة وحفظ الحديث النبوي الشريف وأنشأ أيضاً قسماً للدراسات الإسلامية بجامعة موسكو كما قام بتقديم عدد من المنح العلمية داخل المملكة وخارجها، وفي مجال المساعدات الإنسانية والإغاثة قام بالإشراف على الكثير من لجان وحملات الإغاثة والتبرعات الحكومية والشعبية التي تقدمها المملكة لبعض الشعوب العربية والإسلامية ومتضرري الحروب والزلازل والفيضانات والمجاعات في تلك الدول. رحم الله فقيد الوطن نايف بن عبدالعزيز و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. - المستشار بمكتب مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية