لا يكاد يحضر اسم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - رحمه الله - إلا ويحضر معه في الذهن عبارات الحزم، والحكمة، والحلم... وتبقى دلالات هذه المعاني البليغة مدار البحث والتأمّل، لنجد أنها سمة راسخة تجسّدت في مسيرة سموه على امتداد تاريخه وعطائه الوطني اللا محدود. إن سمو الأمير نايف.. وهو الذي يحفل سجله المشرّف بإنجازاته الوطنية المتعدّدة، يجسد أنموذجاً فريداً في الإدارة والإرادة حزماً، وحلماً، وحكمة.. تمثّلت في قيادته البليغة لملفات عديدة لن يكون أولها المحافظة على أمن هذا الكيان المترامي الأطراف، مثلما لن يكون آخرها اجتثاثه للإرهاب من جذوره، وفي غضون سنوات معدودة ما صنع للعالم مثالاً كبيراً يُحتذى ويُقتدى به في هذا المجال. لقد حظيت مناشط وزارة الشؤون الاجتماعية باهتمام ورعاية خاصة من لدن سموه - يرحمه الله - في الكثير من الجوانب التي تختص بعملها من رعاية، وتأهيل، وضمان، وتنمية.. وعبّر الفئات التي ترعاهم من أيتام، وفقراء، ومحتاجين، ومعوقين، وأرامل، ومطلقات.. وأخصّ بالذكر رئاسته الفخرية للجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم من خلال دعمه ومتابعته لأعمالها وبرامجها التي يوليها سموه جلّ العناية والاهتمام والمتابعة. لقد كان - يرحمه الله - فرجاً للكروب وابتسامة للأمل والفرح في مختلف اتجاهات الوطن، وأينما حلّ المواطن السعودي.. فأياديه البيضاء لمستفيدي وزارة الشؤون الاجتماعية وغيرها شاهدة للعيان، وستظل كذلك على الدوام. لقد رحل (نايف) بعد أن أسس لمنهج الإدارة والإرادة والأمن والقوة والخير والعطاء كيانات شامخة.. هذا المنهج النبيل البليغ الذي سيظل علامة راسخة في سماء هذا الوطن المعطاء.. كما لا يغيب ما له من عطاءات تنموية خلاّقة، وإضافات تربوية تعليمية بارزة، وإنجازات عسكرية شامخة، لتتزيّن جلَّ هذه المنارات المشرقة في شخص فقيدنا المحبوب بتواضع خلقي أصيل يجعل منه مثالاً عالياً لكل فرد في هذا الوطن الأبي.. غفر الله لفقيدنا وطناً وشعباً (نايف بن عبد العزيز).. الذي لم يكن لأفراد الشعب السعودي كافة سوى الأب الحاني، والأخ القريب، والصديق الصادق.. وأصدق التعازي لنا جميعاً بدءاً بقائدنا الوالد المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - ثم للأسرة الحاكمة خاصة، ثم للشعب السعودي عامة. يوسف بن أحمد العثيمين - وزير الشؤون الاجتماعية