نعت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب رئيسها الفخري صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى، وعبرت عن حزنها الشديد بوفاته رحمه الله.وأصدر الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي تومانه بياناً فيما يلي نصه: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} تلقت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة المغفور له -بإذن الله- صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب. ولا يسع الأمانة العامة وهي تشاطر الشعب السعودي وسائر الشعوب العربية والإسلامية لوعتها لهذه الفاجعة الأليمة إلا أن تتقدم إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وإلى الأسرة الكريمة وإلى الشعب السعودي وكافة الشعوب العربية والإسلامية بخالص العزاء، معربة عن مواساتها لقوات الأمن السعودية وسائر الأجهزة الأمنية العربية في هذا المصاب الجلل في رجل آمن بالتعاون العربي ووطد مسيرة العمل الأمني العربي المشترك ومهد لها دروب النجاح. كان للأمير نايف -رحمه الله- الفضل الأكبر في نشأة المجلس التي تقررت خلال المؤتمر الثالث لوزراء الداخلية العرب الذي انعقد برئاسته في الطائف عام 1980م، كما كان له الفضل في المصادقة على النظام الأساسي للمجلس خلال المؤتمر الاستثنائي لوزراء الداخلية العرب الذي انعقد برئاسته في الرياض في مطلع عام 1982م، وهو ما جعل الوزراء يجمعون في الدورة الأولى للمجلس التي انعقدت بالدار البيضاء في أواخر عام 1982م على اختيار سموه رئيساً فخرياً للمجلس. وعلى صعيد تعزيز الجانب العلمي من مسيرة العمل الأمني العربي المشترك حرص الفقيد الغالي دائماً على إحاطة المركز العربي للدراسات الأمنية والتدريب بكل الرعاية ووفر له من وسائل الدعم ما مكنه من التحول إلى أكاديمية مرموقة، وهذا ما جعل وزراء الداخلية العرب يجمعون على تسمية المركز باسم أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية التي تحولت من بعد بفضل دعم سموه الموصول إلى جامعة مرموقة. يتميز الأمير نايف -رحمه الله- بمواقفه الحكيمة وحرصه على تقريب وجهات النظر ونجاحه في تذليل الصعاب، بفضل حنكته ودرايته وبفعل الاحترام الكبير الذي يكنه له الجميع، وهو ما تجلى في أجواء المودة والإخاء والتوافق التي تسود جلسات المجلس ومداولاته وفي الإجماع الذي يميز قراراته، كما تجلى في نجاح الاجتماعات الوزارية المشتركة التي ترأسها سموه مثل الاجتماعين المشتركين مع مجلس وزراء العدل العرب (القاهرة، 1998م، و2010م) والاجتماع المشترك مع مجلس وزراء الإعلام العرب (تونس 2003م). وكان الأمير نايف -رحمه الله- يؤمن بالتعاون الإقليمي والدولي في مواجهة القضايا المشتركة، وفي ظل رئاسته الفخرية تمكن المجلس من إبرام مذكرات تفاهم مع منظمات دولية عدة من بينها الأممالمتحدة والإنتربول والمنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني، وبتوجيهه أقامت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية علاقات شراكة مع جامعات وأكاديميات دولية عريقة. عزاؤنا اليوم أن المآثر التي خلفها سموه ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال وأن مبادئه السامية وأفكاره النيرة ستكون دائماً مصدر إلهام للمجلس في مسيرته الأمنية، ونبراساً يضيء طريق العمل الجاد الدؤوب.رحم الله الأمير نايف، فقيد الأمن العربي، وأسكنه فسيح الجنان وألهمنا جميعاً جميل الصبر والسلوان. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}