في ظل أعمال العنف الدائرة في سوريا بالرغم من استمرار الجهود الدبلوماسية لإحياء خطة المبعوث الدولي كوفي أنان التي باتت حبراً على ورق فقد دعت فرنسا أمس الاربعاء الى جعل هذه الخطة (الزامية) وإدراجها تحت الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة وذلك في وقت اندلع فيه جدل بين موسكووواشنطن حول تسليح المعارضة السورية. في حين دعت الصين المجتمع الدولي إلى دعم جهود أنان بشكل تام والتمسك بالمسار السياسي. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس (ينبغي اللجوء الى الفصل السابع لجعل بنود خطة انان الزامية..نعمل في هذا الاتجاه ونأمل في اتخاذ هذا الاجراء سريعاً). واعتبر فابيوس ان الوضع في سوريا يمكن وصفه بأنه حرب اهلية مجدداً دعوته الى انهاء (نظام القتلة) برئاسة بشار الاسد.ويتيح الفصل السابع فرض اجراءات على بلد معين تحت طائلة العقوبات وصولاً حتى الى استخدام القوة. وكانت الصين قد أعربت في وقت سابق من أمس عن قلقها الشديد حيال الوضع في سوريا والذي بلغ (مرحلة حرجة). وقال وزير الخارجية الصينى يانج جيه تشى أمس الأربعاء إنه يتعين على المجتمع الدولي دعم جهود أنان بشكل تام والتمسك بالمسار السياسي. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)أن يانج أكد مجدداً موقف بكين في اتصال هاتفي مع أنان الذي أطلعه على فكرة عقد مؤتمر دولي بشأن الأزمة السورية وتشكيل مجموعة اتصال خاصة بسورية. في موازاة ذلك اندلع أمس الاربعاء جدل بين واشنطنوموسكو حول تسليح المعارضين السوريين. فقد نفت واشنطن اتهام روسيا لها بأنها تسلح المعارضة السورية وصرح جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض للصحافيين (نحن لم ولا نزود المعارضة السورية بالاسلحة..انتم تعرفون موقفنا بهذا الشأن وقد اوضحنا هذا الموقف جيداً. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اتهم في وقت سابق من أمس من طهرانواشنطن بتسليح المعارضة السورية رداً على تصريحات ادلت بها نظيرته الامريكية هيلاري كلينتون أول أمس الثلاثاء حول تزويد موسكو النظام السوري مروحيات مقاتلة.ولفت لافروف في المقابل الى ان روسيا تزود دمشق ب(انظمة دفاع جوي)بموجب صفقة (لا تنتهك القانون الدولي بتاتاً). وسارعت موسكو لاحقاً الى نفي التصريحات المنسوبة الى لافروف في طهران حول تسليح واشنطن للمعارضين السوريين مؤكدة ان خطأ في ترجمة تصريحه الى الفارسية يقف وراء ما حصل.ورغم ذلك جددت كلينتون أمس الاربعاء دعوة روسيا لوقف امداد سوريا بالاسلحة قائلة ان البلد المضطرب ينحدر باتجاه حرب اهلية.في هذه الأثناء أكد مسؤول في وزارة الخارجية التركية أمس ان نحو2500سوري فروا من اعمال العنف المستمرة في بلادهم ووصلوا الى تركيا خلال اليومين الاخيرين. وأضاف المسؤول رافضاً كشف هويته ان عدد النازحين السوريين الموجودين في مخيمات اقيمت في جنوب تركيا بلغ الاربعاء29الفاً و500شخص،لافتاً الى ان نحو1500نازح وصلوا خصوصا خلال الساعات ال24 الاخيرة. كما أفاد مصدر امني لبناني ان القوات السورية اقدمت امس على زرع عدد من الالغام داخل الاراضي اللبنانية وتحديداً في منطقة مشاريع القاع البقاعية على الحدود الشرقية. وقال المصدر الذي رفض كشف هويته ان قوة من الجيش السوري توغلت بعمق300متر داخل الاراضي اللبنانية وقامت بزرع الالغام حول منزل اللبناني محمد عقيل. وكان الجيش السوري الحر قد انسحب فجر امس الاربعاء من منطقة الحفة والقرى المجاورة لها التابعة لمحافظة اللاذقية والتي تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات السورية خلال الايام الثمانية الماضية حسبما افاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن مشيراً إلى أن الانسحاب كان تكتيكيا من اجل تأمين سلامة وحماية السكان.