توالي التربية -الوزارة- إصدار قراراتها التي تسعى فيما يظهر من تصريحات مسؤوليها لتأسيس جديد للميدان التربوي ، واللافت أن جزءاً من هذه القرارات كانت في أوقات وأزمنة سابقة تعد من الأحلام البعيدة صعبة التحقيق، ومن ذلك اعتماد اللامركزية، وتوسيع صلاحيات مديري التعليم، ومديري مكاتب التربية والتعليم، وإقرار ميزانية تشغيلية للمدرسة، وصلاحيات جديدة لمديري المدارس، والتشكيلات الإشرافية، وحوسبة أعمال الوزارة من خلال برنامج نور والتشكيلات المدرسية التي أقرها مجلس الوزراء في شهر ذي القعدة الماضي، وبدأت الوزارة في تطبيقها في الميدان التربوي وهناك أنظمة وقرارات أخرى في الطريق كما صرح مؤخراً مسؤلو الوزارة ومنها إستراتيجية التعليم ورتب المعلمين وغيرها... كثير من هذه الخطوات تعد مطلوبة، ومنذ سنوات لم يكن يخطر ببال أحد أن تكون بعض هذه القرارات، لأهميتها في دعم الميدان التربوي وتحسين مستواه، وفي المقابل لا تزال المدارس تعيش وضعا غير مقبول ولم يتغير وذلك فيما يبدو لعدد من الأسباب من أهمها : عدم تنفيذ بعض القرارات، والبطء في تنفيذ بعضها الآخر، والملاحظات الظاهرة على بنود بعضها كما في صلاحيات مديري المدارس والتشكيلات المدرسية. وفيما يتعلق بالتشكيلات المدرسية، فقد حظيت باعتماد أعلى سلطة وهي مجلس الوزراء وأصبحت في متناول الجميع لمعرفة الكادر الإداري والتعليمي لأي مدرسة ولكن هناك بعض النقاط التي تشكل عقبات تضاف إلى عدم وعي المجتمع التربوي بها ومن بينها عدم ذكر التفسيرات فيما يختص بصلاحيات وكلاء المدرسة في حال كان عددهم ثلاثة، والمقصود بالمدرسية والتعليمية وشؤون الطلاب والخطوط الفاصلة بين كل منها، ومن العقبات في نظري الكادر الإداري في المدرسة أيضا لم يتم توصيف أعمال كل من مساعد المدير والسكرتير ومسجل المعلومات وكذلك المرتبة التي ينبغي أن يشغلها كل من هذه المسميات ومعاناة المدارس من عدم وجود التقييم والمتابعة للأعمال الإدارية في المدارس حاليا، ومما ينبغي استدراكه في التشكيلات المدرسية النص على الاقتصار على رائد نشاط واحد في المدرسة حتى لو وصل عدد الطلاب إلى 1000!! بل تحرم المدرسة من وجود رائد نشاط إذا قل عدد الطلاب في المدرسة عن الفئة المحددة في التشكيلات وتسند إلى الوكيل وهذا إجراء غير عملي لأن متابعة عمل الوكيل تتم من قبل الإدارة المدرسية وهي التي ستأخذ الجهد الطبيعي من وكيل المدرسة ما سيحرم الطلاب من أهم البرامج التربوية داخل المدرسة ويفقدها الحيوية والجاذبية التي يصنعها النشاط الطلابي. [email protected]