المتعارف عليه أن السرعة أحد أسباب وقوع الحوادث، فإذا كانت السرعة للمركبات فإن التعجل للبشر وهو مصدر تلك السرعة، ومصدر كثير من أخطاء التنفيذ، فبعض العاملين أداؤه نشط وحركته سريعة في أداء مهامه، لكن كثيرا من النتائج التي يحققها تنعدم فائدتها وتنقلب نقمة وتؤخر أكثر من ما تُعجل، نتيجة لخطا ما سواء في المضمون أو في الإرسال إلى جهة لم تكن هي المقصودة، وقد يصل الأمر إلى تعقيد الموضوع وصعوبة إصلاحه في حينه مما يعني أن هذا الاستعجال لم يكن في مكانه الصحيح، وجاء على حساب المضمون والدقة والمهنية، فلم يحقق الأهداف المرجوة، وتتضح النتائج بشكل أكثر في أعمال بعض الشركات أو المؤسسات المنفذة لبعض المشاريع العامة، التي تضاعفت في عصر الازدهار، عصر خادم الحرمين الشريفين، الذي تجلت فيه معالم التنمية، وازدهرت المشاريع التي تهم المواطن وتحقق له الرفاهية، بعض المشاريع انتظرها المواطن بفارغ الصبر، واستبشر خيرا في قدومها، أفسد فوائد تنفيذها أخطاء التعجل، أو عدم التنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة، مما حول ثمرة هذا المشروع أو ذاك من نعمة إلى نقمة واحدث إضرار على البيئة والمواطن. من هذه المشاريع على سبيل المثال: توصيل خدمة الهواتف الأرضية للمنازل، ولك عزيز القارئ أن تتخيل حفريات، وتمديدات أساسية مضى عليها فترة من الزمن دون كيابل، هل ممكن الاستفادة من هذه الخدمة دون إصلاح الحفريات بحفريات أخرى؟ وكم من الوقت استهلك في المراجعات حتى تم اكتشاف الخلل؟ وكم من الوقت يحتاج إصلاحه؟ واقتصار الضرر على بعض المستفيدين اشد مضاضة، وعلى هذا يقاس، وإذا أحسنا الظن قلنا إن هذا الخلل نتيجة التعجل في التنفيذ للحصول على المستخلص، وبالتأكيد هذا الخلل غير مقصود على الأقل من الشركة الأم، أو الجهة صاحبة الشأن، لكن نتائجه طالت المواطن وخيبت أمله وتمنى أن هذا المشروع تأخر ونفذ بشكل صحيح. كم نحن بحاجة للعمل بذكاء لا بعناء، فالذكاء إعمال العقل والتفكير السليم فيما يؤدى من عمل لتحقيق أفضل النتائج، وكم هو مهم ومفيد العمل بدقة ومهنية لكل ما يقدم من أعمال سواء في القطاع الخاص أو العام، حتى لا يكون هناك عناء ومشقة في إصلاح ما يحدث من الأخطاء. [email protected]