أعلن وزير الآثار المصري محمد إبراهيم عن اكتشاف مقبرة لرجل يدعى «حجوتي نخت» كان آخر حكام الإقليم في عصر الانتقال الأول (2150 - 1994 ق م) في منطقة دير البرشا الأثرية بمحافظة المنيا، لافتا إلى أن «هذه هي المرة الأولى منذ عدة أعوام يتم فيها اكتشاف دفنه محفوظة بهذا الشكل الجيد». وأوضح إبراهيم أن ذلك الكشف تم أثناء قيام البعثة البلجيكية التابعة لجامعة «لوفان» باستكمال أعمال التنقيب الأثري داخل مقبرة «عحا نخت الأول» أول حكام الإقليم في عصر الدولة الوسطى (1994 - 1650 ق.م) حيث كشف داخل إحدى حجراتها عن مقبرة لوالده «جحوتي نخت» وقد خصص له مكان لتقديم القرابين داخل المقبرة ما يشير إلى أن «عحا نخت» قد دفن والده في مقبرته الخاصة. وقال عبد الحميد معروف رئيس قطاع الآثار المصرية إن النقوش الموجودة على التابوت تتضمن ما يعرف بنصوص التوابيت، وتشكل هذه المجموعة من النصوص أهم مجموعة من النصوص الدينية في عصر الدولة الوسطي، كما تمثل حلقة الوصل بين نصوص الأهرامات الملكية في عصر الدولة القديمة وكتاب الموتي الشهير في عصر الدولة الحديثة. وحسب معروف، كان معلوما من قبل أن عادة نصوص التوابيت في عصر الدولة الوسطى قد بدأت في «دير البرشا» مع «عحا نخت» الذي كان أول مالكا لتابوت مزخرف بمثل هذه النقوش، مضيفا أن تابوت «جحوتي نخت» رغم حالته السيئة من الحفظ يمثل فصلا هاما في تاريخ نصوص التوابيت، فربما يكون أقدم مثال لها في عصر الدولة الوسطى. وتابع عبد الحميد بالقول إن البعثة عثرت على أدوات الشعائر الدينية المصنوعة من الألبستر والفيانس والنحاس والخزف لم تزل في أماكنها الأصلية، موضحا أن من بين الأدوات التي عثر عليها، الكثير من نماذج أواني الألبستر، وموائد قرابين، ومساند رأس، وآنية إراقة من الفيانس، مجموعة من المزهريات النحاسية، أطباق ونماذج لموائد قرابين، كما عثر أيضا على أدوات طقسية فريدة لم تكن معروفة إلا من خلال النقوش القديمة.