هل يغفر لي القارئ الانحياز الواضح في هذا المقال؟ هل يسامح عندما أعبر عن عشق شخصي؟ لن أنتظر الإجابة لكن أرجو عدم القسوة في الحكم على كاتبكم حين يلبس قبعة المشجع، الذي أطربته وتطربه روائع الفن الراقي في ميادين الكرة والفن والحياة. لقد أعادني (المجانين) إلى عشق لم ينطفئ وإن توارى عن الظهور قليلاً بانتظار لحظات العودة إلى بهجة الأفراح. لا أدري لماذا اسموهم بالمجانين، وهل كل عاشق تجاوز عشقه المعتاد يسمى مجنوناً. إن كان ذلك فليهنأ الأهلاويون بلقبهم الفريد «المجانين». الغريب أن المجانين يشجعون الراقي بطريقة هي الأرقى والأجمل في ملاعب المنطقة وليس المملكة فقط. إنه إذاً جنون الإبداع فليهناً العشاق المجانين بأجمل (سمفونيات) الكرة يعزفها الراقي. مبارك للراقي فوزه بالكأس الغالية من يد الغالي في الذكرى الغالية. لم يكن فوزاً اعتيادياً في مباراة ختامية، فذاك أمر قد يحققه أي فريق بشكل مباشر أو بصافرة غير منصفة. بل كان تتويجاً لموسم أكثر من رائع قدم فيه الراقي، فريق الأهلي مختلف فنون الكرة. موسم لعب فيه أربعين مباراة لم يخسر منها سوى خمس مباريات، وبعض الخسائر جاءت (تكتيكية) بيده وليس بيد الخصوم، كتلك التي لعب فيها بالصف الثاني حينما تداخلت الاستحقاقات التي شارك بها. من غير الأهلي وصل مراحل متقدمة جداً في جميع منافسات الموسم؟ عليكم إحصاء المنافسات وتتبع ترتيب الفريق في كل منها... من غير الأهلي الذي لم يعاقب رئيسه وأعضاء شرفه و إدارييه أو لاعبيه طيلة الموسم، لأسباب أخلاقية أو لتجاوزات نظامية؟ عليكم فحص سيرة المنافسين وقرارات لجان الانضباط تجاههم... من غير الأهلي حظي برئيس هو صديق اللاعبين ومحل ثقة الشرفيين؟ عليكم فحص سيرة خالد بن فهد واسألوا لاعبي الأهلي لماذا وكيف أحبوه؟ من غير الأهلي حظي برئيس شرف يبذل ويخدم دون منة أو تصاريح صاخبة تملأ الفضاء؟ سأجيبكم هذه المرة: إنه خالد بن عبدالله رمز الأهلي الكبير. من غير الأهلي سجل أجمل الأهداف في مرمى الخصوم؟ عليكم بأرشيف القنوات الرياضية التي ستعيد وتعيد طويلاً أهداف الحوسني وفكتور وكماتشو وتيسير والحربي والجيزاوي والفهمي وبقية عازفي السيمفونية الأهلاوية. وليس يمنع الاستفادة من فنون الكرة الأهلاوية لتعليم صغاركم معنى الكرة الراقية... الأهلي ليس فريق كرة القدم الأول فقط، بل هو الفرق السنية المختلفة، هو مدرسة كرة القدم السعودية الأولى، هو الفريق النموذجي صاحب البطولات الأكبر في العدد الأكبر من الألعاب وليس في لعبة واحدة فقط. هو صاحب المدرسة في التعاقد مع اللاعبين والمدربين وفي صنع اللاعبين المحليين، واسألوا الشباب والنصر والاتحاد وبقية الاندية التي استفادت من لاعبي الأهلي السابقين. بل اسألوا المنتخبات السعودية كم غذاها الراقي باللاعبين المبدعين؟ هذا هو الاهلي سفير الوطن ثمره تجاوز حدوده ليستفيد منه الآخرون... أخيراً، رغم كل الأفراح لم ينس الأهلاويون ذرف دمعة وفاء على فقدائهم. لم ينسوا محمد العبدالله الفيصل وخالد الرويحي وأحمد الصغير وبقية الأسماء التي قدمت للأهلي الكثير وافتقدها في يوم الفرح الكبير. وبانتظار لحظة فوز مجنونة أخرى يقدمها لنا الراقي أنصحكم بتشجيع الأهلي وأؤكد لكم بأنه سيمنحكم لحظات فرح لا تنتهي.