نثر إمبراطور الأندية السعودية مساء الجمعة الماضية في ثغر الحرمين الشريفين شذى المتعة والنشوة والطموح والرياضة بمفهومها الراقي .. ففاح عبيرها مسكا وعنبرا وشلالات فرح مغردة .. تُمتع الجميع بمباراة من جانب واحد فأُسعدت الأنقياء أينما كانوا .. فالأسوياء ينتظرون دوما المتعة والتفوق وعلو الكعب والنزاهة والطبيعة الخضراء فهي تجعل حياتهم ممتعة وذات معنى .. وغنية بالبطولات والكؤوس والتنافس النقي الذي لا يجيده غير الرياضيين الأقحاح . ** هذا الممتع المسمى ب (الأهلي) أمتعنا في فضاء ملعب الأمير عبد الله الفيصل – رحمه الله - برشاقة أدائه وقوة عطائه .. فقد قدم عطاء راقيا ومبهجا ومريحا وعمليا .. يختزل في قول حكيم ومتسامٍ (على قدر أهل العزم تأتي العزائم ). ** لجنة الحكام دفعت بالنصر للنهائي دفعا ، جعلته يتخطى الشباب .. ثم حدثت كارثة الفتح بل فضيحة لجنة الحكام ووصل الفريق إلى النهائي .. وإذا بهم أمام فرقة الرعب .. و أمام حكم متمكن .. فتخلق لديهم هلعا من الهزيمة.. فحدثت الهزيمة المذلة مما ولد حالة قهرية ستؤرخ ب( متلازمة العملاق الأخضر ) .. ولترتسم في أرض الملعب هزيمة ساحقة ومذلة .. وفي المدرجات إخلاء عاجل و سريع بصورة انهزامية تدعو للشفقة . ** حكمة الله في خلقه تقول ( لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله )، فلم يبق شيء لدفع النصر للنهائي . إلا أن الله تعالى أراد كشف عملهم في حق بطولة تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - . ** وكم كانت ستكون المناسبة مبهجة وراقية وحضارية - لو كانت المسابقة التي تحمل اسما كريما - تجري في أجواء صحية .. ولم يكن هناك دعم تحكيمي للفريق النصراوي من لجنة الحكام النصراوية عن بكرة أبيها .. وقد حان الوقت لحلها بعد فضائح بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – بما لا يليق بمسمى البطولة الكبيرة والذي تمثل لدى الشعب السعودي قيمة عليا في كرنفال سنوي من المفترض ألا يصله إلا المستحق لذلك الشرف الكبير. ** نكرر المباركة لكل الأهلاويين ذلك التفوق وذلك الإمتاع متوجاً بالسلوك الرياضي النبيل والانضباط التام حسب القيم والمبادئ السامية التي يحضنا عليها ديننا الحنيف قبل أن تحضنا عليها مبادئ الرياضة .. متوجا بكأس المليك الثانية عشر .. فانبعثت الغبطة والراحة والمتعة في نفوس الرياضيين الحقيقيين.. ولا عزاء لأندية لجنة الحكام . ** قبل أن أختم أسأل الله تعالى أن تكون هذه البطولة هي نهاية للتصرفات الخارجة عن قيمنا ومبادئنا الإسلامية قبل أن تكون خارجة أيضا عن قيم ومبادئ الرياضة و نظم الفيفا.. ولنبارك للفريق المنضبط والأفضل والفائز ، وللطرف الآخر نخفف من عوامل الهزيمة المذلة التي لحقت به .. ومَنْ تقبل أمر الله بنفس راضية فحتماً سيدخل الله طمأنينته إلى نفسه وسيعوضه الله خيراً منها إذا احتسب وتوكل وعمل كما يعمل الآخرين. نبضات!! •لم يصل الأهلي لهذا المستوى المميز إلا بالعمل المدروس والسعي الحثيث - ليل نهار - لتطوير الفريق .. فمنذ قبيل بدء الموسم تكون تمارين الأهلي الأولية في منطقة مرتفعة جدا و قليلة الأكسجين لتتكون لياقة لاعبي الأهلي بذلك التميز الذي شاهده الجميع .. فالفريق أصبح باستطاعته أداء مباراة من 180 دقيقة بنفس الجهد وليس 90 دقيقة فقط وهذه إحدى أسرار اللياقة الأهلاوية العالية . •أجزم أن رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد .. بأنه أفضل من رأس الأهلي خلال العقدين الماضيين مع احترامي لكل رؤساء الأهلي خلال تلك الفترة . •الكثيرون من الأهلاويين تمنوا وصول فريق أقوى من النصر حتى يظهر النهائي بصورة تليق بالحضور السامي .. ولكن تأهل الفريق الأسهل هو ما جعل لاعبي الأهلي يكتفون بالرباعية .. بل حين يسجلون الأهداف لا تظهر تلك الفرحة الغامرة بسبب ضعف الفريق المقابل وعدم أهليته للوصول للنهائي و مقارعة الأهلي !! •الحكم الإيطالي لوكابانتي من أفضل الحكام الذين حضروا للملكة مؤخرا .. و منذ الدقيقة الأولى أنهى التمثيل السمج من الجانبين .. وقاد المباراة بكل تمكن واقتدار ، وليت حكامنا المحليين يأخذون منه العبرة في الشجاعة والحزم والنزاهة وتطبيق قانون لعبة كرة القدم مثل ما فعل هو ومساعدوه المتألقون . •لو كان الأمر بيدي لما ترددت لحظة واحدة في تعيين الحكم الدولي السابق الكبير الأستاذ عبد الرحمن الموزان رئيسا للجنة الحكام .. والحكم النزيه الأستاذ محمد سعد بخيت نائبا له !! •لاعبو الأهلي وجدوا أنفسهم في نهاية المباراة بموقف حرج ليس بعده إحراج ولا قبله .. عندما انهار الفريق الأصفر .. و مع ذلك فرح لهم جميع الحضور عند تسجيلهم لهدف يحفظ شيئا من ماء الوجه !! •المدرب الفذ التشيكي كارل جار وليم عندما وجد فريق ( ما عندك أحد ) أخرج أفضل مهاجميه العماني عماد الحوسني احتفاظا بلياقته لمباراة اليوم مع الجزيرة الإماراتي !! •أيضا المدرب جاروليم استطاع ان يعمل ( من الفسيخ شربات ) فبعض اللاعبين كان وجوده عبئا على الفريق فجعل منهم جاروليم نجوما تتلألأ في سماء الإبداع والعطاء !! •على الأندية المنافسة العمل على الارتقاء بفرقها .. وإلا سوف يحرمون من بطولات منافسات الموسم القادم !! نلقاكم بإذن الله.