إنّ مسيرة العطاء والنماء والازدهار التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -، قد جسّد قيمها وأرسى مبادئها في مستهل عهده الميمون بخطابه التاريخي الذي عاهد فيه الله ثم عاهد شعبه، على أن يتخذ القرآن الكريم دستوراً والإسلام منهجاً، وأن يكون شغله الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين جميعاً بلا تفرقة، مطالباً شعبه أن يشدّوا من أزره ويعينوه على حمل الأمانة وألاّ يبخلوا عليه بالنُّصح والدعاء. ليبدأ بعد ذلك عهد الإنجازات الطموحة العملاقة التي شهدتها المملكة منذ مبايعته، إنها إنجازات جليلة وغير مسبوقة في مختلف الجوانب التعليمية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعمرانية، تميّزت بالشمولية والتكامل، وجسّدت أروع الأمثلة لتفانيه - حفظه الله - في خدمة دينه أولاً ومن ثم وطنه ومواطنيه والأمتين الإسلامية والعربية والمجتمع الإنساني بأسره ثانياً. فها هو كل مواطن في عهده يلحظ حجم التطوّر في مجال التنمية البشرية والنمو الحضاري، حتى غدا المواطن قادراً على مواجهة تحديات الحياة، بما توفر له من أجواء أمنية واقتصادية وحياة كريمة. وها هو - حفظه الله - يوجِّه اهتماماته بنظرة تطويرية شمولية إلى قطاع التعليم بشقيه العام والعالي، والذي يرتقي في ظل عهده الميمون إلى أعلى الدرجات، ويحظى بدعم كبير إيماناً منه بأهمية التعلم والعلم والعلماء، وما تحقق للتعليم العالي من دعم لهو خير دليل على اهتمامه - حفظه الله - بالمواطن ونهضته - إذ إنّ التعليم هو أول دعائم التنمية - فقد دشن العديد من المشاريع الجامعية، ووضع حجر الأساس لمشاريع عديدة أخرى. وزادت نسبة دعم البحوث في موازنات الجامعات، وفي عهده أضحت الجامعات بيئات جاذبة للعلماء والبارزين، إيماناً منه بأنّ قوة الجامعات ستنعكس من خلال بحوث الكوادر الوطنية على الوطن والمواطنين.. إنّ هذه الذكرى تأتي لتذكِّر بالمنجز الذي كان..! وتبشِّر بالمستقبل الذي سيكون حتماً أكثر إشراقاً من الآن في ظل قيادته الرشيدة.. فنحن معك سيدي ماضون وبعزمك سائرون، فلك منا كل الحب وكل الدعاء بأن يحفظك راعي مسيرة عزٍّ وبركة لنا ولأمّتنا، وعلى طريق الخير سدّد الله خطاك، ونفع بك وبوليّ عهدك الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف وإخوتكم أجمعين. * وكيل جامعة شقراء للدراسات العليا والبحث العلمي