فاصلة: ((ليس في وسع أحد أن يرتاح في ظلّه)) -حكمة عالمية - قبل أن أتحدث عن الرجل السعودي أو المرأة السعودية في الحلقة الاخيرة من تصوري الانطباعي عن تعاطي الفرد السعودي مع حياته الأسرية، أود أن أشير إلى أن الدراسات الاجتماعية أكدت أن من أهم مشاكل الأسرة لدينا في الاربعة عقود الماضية عدم وجود الحوار وعدم السماح للطفل بالتعبير عن ذاته وهي حقيقة عايشها الجيل السابق ولم يفلت من معيشتها الا بعض من الأسر التي كانت الاستثناء الذي يؤكد القاعدة. الرجل السعودي لم يكن منكشفا كما هو الآن عبر النكات التي تتداولها النساء عبر اجهزة «البلاك بيري» أو «الواتس اب» وهي إن كانت رؤية لصورة الرجل في ذهنية المرأة الا انها تكشف عن اشكالية يعيشها الرجل في تعامله مع المرأة السعودية بالتحديد. بينما لا تظهر هذه الإشكالية في تعامله مع أي من نساء العالم ذلك بسبب أن لديه صورة نمطية عن المرأة السعودية خلقت حاجزا بينه وبين التعامل معها بأريحية. إذا عدنا إلى طفولة هذا الرجل فهي طفولة تختفي فيها المرأة فهو يتعامل مع النساء ضمن عائلته فقط واذا التحق بالمدرسة فالكائن الانثوي غائب وفي سن المراهقة يبدأ بالبحث عنه في الظلام. هذه الحالة يتخلص منها بعض من الشباب بالسفر إلى الخارج أو العمل في بيئة يوجد فيها النساء. وحين دخل الانترنت حياة المجتمع السعودي قبل أكثر من عقد بدأت تتشكل علاقات بين الجنسين لكنها للأسف تحت ستار الظلام، وتدريجيا بدأ الشباب والشابات يتحدثون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإن ظلّ بعضهم يختبئ تحت الاسم المستعار. صورة الرجل السعودي في ذهنية النساء كونت اشكالية في تأسيس مؤسسة الزواج فبدت الصورة انه جاف عاطفيا، أناني، لا يتحمل المسئولية وهذه الصورة أسهمت في اختلال العلاقة بين الطرفين في الأسرة فانعدام الحوار والصورة النمطية في ذهنية الطرفين وارتباك الرجل في تعامله مع كائن غامض لم تترك مجالا لبناء علاقة سويّة بل علاقات تبدأ باستقرار مزيف ثم بعد وجود الأبناء تبدأ الخلافات في الظهور إلى السطح دون اي محاولة لحلّها إلى أن تصل إلى الطلاق أو التفكك الاسري والعيش غرباء تحت سقف واحد، والأساس أن الطرفين لا يعرفان بعضهما بعضا. برغم قتامة هذه الصورة الا انها موجودة في مجتمعنا مقابل صور اخرى مستقرة متنعمة باستقرار اسري، وذلك لعوامل أسهمت في الاستقرار اهمها الوعي بالذات والآخر.