تستعد جامعة الملك سعود وطلابها الخريجون لحفل تخرج الدفعة (51) الذي سينطلق يوم غدٍ الأحد، وتتشرف الجامعة بحضور صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض. وهذا الحضور الرفيع من لدن أصحاب السمو الأمراء يجسِّد قيمة جامعة الملك سعود لديهم -يحفظهم الله- ومدى ما يمنحونها من الرعاية والاهتمام، كما أنه يجعل لهذا الحفل طابعًا مختلفًا تعتز به الجامعة وخريجوها كافة، ولاسيما أن لكلٍّ منهم - يرعاهم الله- مواقف صدق وعطاء للجامعة، ومساهمات فاعلة في ريادتها ستظل محفوظة لهم، شاهدة على صدقهم ونُبلهم. أعزائي الخريجون، إن يوم تخرجكم يوم تاريخي لا يمكن نسيانه، فهو خط بارز على طريق حياتكم تنتقلون فيه من مرحلة التلقّي إلى مرحلة العطاء. ولعلي اغتنم فرصة وجودكم في الجامعة اليوم لأبعث إليكم وصايا ثلاثًا: الأولى: إن المجتمع الذي تتجهون نحوه حاليًا ينتظر منكم العطاء ودفع عجلة الحياة بأصناف من المعرفة تغذي أطياف المجتمع وتروي ظمأه وتسهم في تقدمه ونموه. وإذا لم تقدم لمجتمعك أيها الخريج شيئًا بعد تخرجك فإنك لن تكون سوى عدد لا قيمة له يضاف إلى أعداد الخريجين الماضية، فاحرص أن تكون عضوًا فاعلاً في مجتمعك، تقدم الجديد له، وتدفع عجلة التنمية نحو التميز والتقدم، مدركًا أن قيمة كل امرئٍ ما يحسن، فاجتهد لتكون لبنة صالحة يشار إليها بالبنان، فترفع بذلك قيمة ذاتك، وترفع راية جامعتك التي احتضنتك وستظل ترمقك بعينها تترقب منك العطاء لتفخر بك وتباهي. والوصية الثانية هي أن تكون أيها الخريج على حذر وأنت تخوض غمار الحياة، فزمننا هذا لم يعد هو الزمن القديم، بل صار زمنًا يتطلب مزيدًا من الحرص والوعي، لما ينتشر فيه من التيارات الفكرية، وما يشيع في جنباته وزواياه من المنعطفات الخطيرة والتحولات الكبرى، هذا الزمن المختلف زمن عسير بلا شك، يستلزم منك دوام اليقظة والحذر من الانزلاق في جرف أو وادٍ سحيق قد يكون فيه ضلالك أو حتَّى هلاكك، فافتح عينيك وكن مستعدًا لمواجهة منعطفات زمننا وتحولاته، قادرًا على التمييز بين حسنه ورديئه، مدركًا لما يجب رفضه أو التعاطي معه تعاطيًا إيجابيًا لا يفقدك هويتك أو مبادئك. أما وصيتي الأخيرة، فهي أن تبعث في نفسك أيها الخريج الكريم إحساسًا بأنك عضو منتج قادر على العطاء، فموطن الداء لما يعانيه كثير من شبابنا من السلبية والخمول هو إحساسهم بأنهم عاجزون، وهذا الإحساس الخادع هو سبب قصور الفرد عن الإنتاجية والنفع، فلكي تكون ناجحًا يجب عليك أولاً إقناع ذاتك بأنك كذلك، وأنك تتميز بعقلية فذة وقدرات عالية، هذه البرمجة الذاتية هي الخطوة الأولى في طريق النجاح والعطاء المثمر الذي ترجو الجامعة بل والمجتمع كلّه أن تراه من كل فرد منكم، وأنتم على ذلك قادرون، وأنا على يقين من ذلك، فلو كان أحدكم يعاني نقصًا في وجه من الوجوه لما استطاع الوصول إلى هذا اليوم الذي يتخرج فيه، فكونوا على ثقة بقدراتكم، وانطلقوا نحو النجاح. مدير الجامعة