رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. تحية وبعد: اطلعت في العدد 14440 في يوم الأربعاء 19-5-1433ه في صفحة (حوادث ص34) بعنوان: (بنقطة تفتيش عشوائية) دوريات الخرج تضبط مخموراً بحوزته سلاحين وذخيرة حيّة) بقلم مراسلكم الأخ عبد الرحمن السريع، وهذه نقاط تسجّل بكل فخر واعتزاز لصالح الدوريات الأمنية بمدينة السيح في محافظة الخرج رغم قلة إمكاناتها البشرية من الضباط والأفراد والآليات وخاصة السيارات رغم اتساع الرقعة الجغرافية لمدينة السيح، ونرفع شكرنا وتقديرنا العميق للجهات المختصة الأخرى من القطاعات المدنية والعسكرية التي وقفت بكل حزم ويقظة للتصدي لهؤلاء المنحرفين عن ديننا الإسلامي الطاهر وقيمنا وعاداتنا الأصيلة، وهنا نستعرض بعض النقاط ذات الأهمية الإستراتيجية لهذه الحادثة لتوطين الأمن والاستقرار في هذا الجزء من وطننا الكبير ونضع هذه النقاط والملاحظات والاقتراحات التطويرية للقطاعات الأمنية في مدن الخرج ومراكزها التي تزخر بالكثافة السكانية العالية، وبما أن هذه المنطقة إستراتيجية، حيث إنها تتوسط محاور الطرق الرئيسة المتجهة إلى كل من العاصمة الرياض والمنطقة الشرقية ولدول مجلس التعاون الخليجي وجنوب المملكة ودولة اليمن وتعتبر هذه الطرق دولية. وتصنف الخرج واحدة من أهم المناطق الإستراتيجية في المملكة ومركز ثقل اقتصادي وأمني وغذائي ولا شك أن الأمر يتطلب وقفة كبيرة ونظرة فاحصة وشاملة وعاجلة للقطاعات الأمنية فيها وإعادة النظر في تشكيلات هذه القطاعات الأمنية من خلال إعادة هيكلة إدارية شاملة وإعطاء مزيد من الصلاحيات الإدارية والمالية والفنية ومن بين هذه القطاعات ما يلي: أولاً: شرطة محافظة الخرج، حيث إن هيكلها التنظيمي معتمد منذ سنوات طويلة على شكل (مديرية عامة) وهي تحتاج إلى مقر جديد، حيث غن مقرها الحالي لا يتناسب مع التوسع العمراني والكثافة السكانية التي تجاوزت كل التوقعات، حيث تجاوزت أكثر من ستمائة ألف نسمة من عدة سنوات، مع إعطائها كافة الصلاحيات الإدارية والفنية والمالية لتسهيل انسيابية العمل في الوقت المناسب للجميع للابتعاد عن البيروقراطية الإدارية والروتين الممل والمركزية وتخفيف الضغوطات على المراكز الرئيسة في الرياض، مع دعمها بصورة عاجلة بالكوادر البشرية من الضباط والأفراد المؤهلين، والآليات ذات المواصفات الأمنية المناسبة لمهمات طبيعة عملها ودعم الشؤون الإدارية بأجهزة ومعدات حديثة ذات تقنية عالية من حاسب آلي وفاكسات وغيرها لخدمة الأجهزة الإدارية المختلفة مع التوجه بربط الجهاز الإداري بالمديرية مع مراكز الشرطة في مدن الخرج الأخرى، لتكون المنظومة الإدارية موحَّدة بين كافة الأجهزة الأمنية المرتبطة بالمديرية، ولا شك أن الأمر يقتضي تفعيل الهيكل التنظيمي الإداري لهذه المديرية، مع النظر بعين الاعتبار إلى تعديل بعض أجزاء الهيكل لإحداث وحدات قوى أمنية وأقسام جديدة تتطلبها الظروف الأمنية الراهنة والمستقبلية وهي (وحدة للمناسبات والطوارئ، ووحدة لمكافحة الإرهاب، وقسم العلاقات العامة والإعلام) والتوجه بدعم وبشكل مباشر وعاجل وفعّال الأجهزة الإدارية بمراكز الشرطة الأخرى، بما تحتاجه وهي شرطة مدينة الدلم وشرطة مدينة الهياثم وشرطة مدينة الضبيعة وشرطة حي الناصفة وشرطة حي النهضة وشرطة حي الخالدية في الخرج، وهنا لا بد من الدعم الفوري والأكيد لمراكز الشرطة في مدن الخرج بشكل عام بأطقم بشرية من ضباط وأفراد مؤهلين ومعدات مختلفة حسب المهام الموكلة للشرط في مدنها وخاصة السيارات الحديثة بمواصفات أمنية دقيقة لتناسب الدور الموكل للشرطة، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن هناك أماكن ذات كثافة سكانية عالية يقتضي الأمر افتتاح مركز للشرطة ومخافر ونقاط أمنية ثابتة ومتحركة وهي: (أولاً: افتتاح مخفر للشرطة في حي القطار بمدينة السيح، وافتتاح مخفر للشرطة في حي السهباء، وافتتاح مركز للشرطة في مركز مدينة نعجان لخدمة المدينة والمحيط بها، وافتتاح مراكز شرط في كل من مركز اليمامة ومركز السلمية، مع النظر بكل جدية وتصورات أمنية إحداث نقطة أمنية دائمة في مركز الرغيب غرب جنوب مدينالدلم وتكون تابعة لأمن الطرق أو شرطة مدينة الدلم لكونها مركزاً إستراتيجياً للمدخل الجنوبي لمدينة الدلم والخرجوالرياض. وكذلك النظر بعين الاعتبار بفتح مركز شرطة غرب مدينة الدلم لدعم المركز الرئيسي في شرق المدينة على طريق الجنوب الدولي. ثانياً: الدوريات الأمنية في الخرج الأعمال المناطة بها متعددة ومتنوّعة ومنها الأعمال الإنسانية بالدرجة الأولى والمراقبة الأمنية لمختلف الجهات سواء حكومية أو أهلية ومباشرة بعض الأعمال المرورية (وخاصة بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً، حيث التجمعات الشبابية وممارسة التفحيط في أماكن متعددة في أحياء الخرج المختلفة وخارجها مما يزيد العبء على الدوريات الأمنية ويشغلها عن أداء مهمتها الأساسية) وتغطية الطرق الداخلية في الأحياء المترامية الأطراف وبعض الطرق السريعة ومراقبة المراكز والقرى والمزارع المختلفة ومداخل الخرج ومخارجها المترامية الأطراف وهذا يشكل عبئاً عليها متمثلة في الحقيقة الواقعة من قلة الإمكانات البشرية والمعدات المختلفة وخاصة (السيارات) ذات المواصفات الفنية الأمنية وخاصة قلة السيارات (ذات الدفع الرباعي) ونأمل من الجهات المختصة سرعة تنفيذ مبنى الدوريات الأمنية بمدينة السيح للتخلص من المبنى المستأجر الحالي الذي لا يتناسب مع هذا الجهاز الأمني الهام، أما إمكانية الدوريات الأمنية في الوقت الحاضر فضعيفة جداً من الطاقات البشرية من الضباط والأفراد وهذه الطاقات غير كافية لتغطية العمل بالشكل المناسب، وحقيقة نحن المواطنين والمقيمين على حد سواء نقدّر تلك الجهود المضنية من رجال الأمن البواسل في الدوريات الأمنية في الخرج على تضحيتهم الجليلة والكبيرة وعلى تفانيهم في العمل وقيامهم بهذه الجهود المباركة بكل حب وتفان لدينهم ثم لمليكهم ووطنهم، والملاحظ أن قلة السيارات ذات المواصفات الأمنية التي تناسب طبيعة العمل الأمني للدوريات الأمنية في أجواء الخرج ذات التضاريس الجغرافية المختلفة غير متوفرة وخاصة (السيارات ذات الدفع الرباعي)، حيث نشاهد أن أغلبية السيارات لديهم من النوع الصغير الذي لا يتناسب مع المهمات الأمنية خارج النطاق العمراني، ومن الملاحظ على الدوريات الأمنية في الخرج (أن ثلاثة أحياء كبيرة لا تغطيها إلا فرقة واحدة على مدار الساعة وهذا بسبب قلة الإمكانات البشرية والآلية لديه في الوقت الحالي)، وهنا لا بد من التوجه بصفة عاجلة بدعم الدوريات الأمنية في الخرج بالطاقات البشرية من الضباط والأفراد المؤهلين والسيارات المختلفة وخاصة سيارات الدفع الرباعي لتوطين الأمن في هذا المحور الإستراتيجي الذي يتوسط قلب المملكة من الجهات الشرقية والغربية والوسط والجنوبية وخاصة المحافظة الأمنية لعاصمتنا ارياض، مع النظر إلى أهمية كبيرة وإستراتيجية ونظرة أمنية ثاقبة بافتتاح (وحدة دوريات أمنية في مدينة الدلم) لتغطية المدينة أمنياً وحدودها الجغرافية وخاصة تغطية طريق الجنوب الدولي الذي يفتقد في الوقت الحاضر المراقبة الأمنية سواء من الدوريات الأمنية لعدم وجودها أو من دوريات أمن الطرق ومن شرطة مدينة الدلم أو من المرور وفي حالة الموافقة على إنشاء الدوريات الأمنية في مدينة الدلم لا بد من الأخذ بعين الاعتبار تغطية شرق جنوب الدلم وخاصة من هجرة العقيمي وصحاري المنسف من الناحية الشرقية وهجرة خفس دغرة والمزارع المحيطة بهما وحدود صحاري البياض من الجهة الشرقيةالجنوبية والشمالية، حيث يكثر المهربون (وبخاصة مهربو الأسلحة والمخدرات) والمتسلّلون الذين يشكلون عبئاً أمنياً واقتصادياً ومخالفو الإقامة وغيرهم من مخالفي النواحي الأمنية في هذه الهجر والمزارع والصحارى المذكورة. صالح بن حسن بن عبد الرحمن السيف - الدلم