مر على الثورة الشعبية في سوريا عام ولم يتحرك العالم لوقف آلة نظام الاسد العسكرية. بل إن قوى كبرى تزايد على تحركها نحو إيقاف البطش. فلننظر ماذا يجري بعين متبصرة. روسيا تعترض على التدخل في شؤون سوريا الداخلية كما تزعم. وتبدي تزمتا شديدا. ونحن نعلم سرها ونجواها. فليس لها حليف في الدنيا سوى المال. وأنها تنتظر من يدفع فاتورة موافقتها على التدخل في سوريا وقيمة الموافقة على اي ادانة من مجلس الامن. والى أن يتم ذلك لن يتغير - أي شيء، وعلى الطرف الآخر، نرى القوة العظمى الاخرى امريكا تكاد تتنحى بعيدا وتلتزم الصمت المطبق. وسر ذلك انها لم تتلق الضوء الاخضر من جارة سوريا اسرائيل. او بمعنى آخر ان من مصلحة اسرائيل ان يبقى نظام الاسد حاكما ولو فوق جثث الشعب. لأنها لن تجد من يحمي حدودها مثل هذا النظام الخائب. فلقد اثبتت اربعون سنة عن حمايته لحدودها. وهذا اقصى ما تريده اسرائيل من امان. لذلك اوحت الى حليفتها امريكا بألا تتحمس كثيرا لمناهضة قمع الشعب في سوريا. اما الفرنسيون والبريطانيون فبغير وشاية اسرائيل لهم بالتباطؤ في اطاحة نظام الأسد، فالأحوال لا تشجع اي دولة لمد يد العون. فطريق المعونة سيطول ويرهق اي دولة معاونة في ظل الاحوال الاقتصادية المتهاوية في سوريا قبل الثورة. اما تباين آراء الدول العربية حول الاطاحة بنظام الاسد القمعي وما ادراك ما آراء الدول العربية. فسوريا تمثل امتدادا للهلال الشيعي المتحالف. الذي نرى هذا التحالف في مد يد المعونة وفتح الاجواء والحدود لمساعدة هذا النظام العلوي المذهب في البقاء من قبل الحليفتين العراق ولبنان. ومن خلال المتحكمين الشيعية في هاتين الدولتين، تمرر ايران العتاد والأسلحة والمؤن لنصرة هذا النظام القاتل وبقاءه على الحكم. وإذا نظرنا لكل المعطيات التي ذكرتها أعلاه لكل القوى والأحلاف العالمية، فإن فناء وموت الشعب السوري لم يكن في حسابات اي طرف. ثم ان المقاومة الحالية تمثل اعلى صفات الشجاعة والعطاء الانساني والتضحية. فهم بسلاح يد بسيط يجابهون مدرعات وصواريخ وطائرات في معارك يعلمون انهم سيقتلون بها. لله درْهُمُ حيث حملوا البندقية بعد ان تخلى عنهم العالم والقيم والمبادئ الانسانية. *جدة