أ. فاضل الربيعي يقول في كتابه (في ثياب الأعرابي الأصمعي أمام الانثروبولوجيا العربية): كيف يتوجب علينا فهم مرويات الأصمعي أو ما يسمى في المؤلفات الأدبية القديمة بنوادر الأصمعي؟.. هل هي حقاً مجرد أخبار ومرويات ونوادر وطرائف لغوية واجتماعية وحسب، أم أنها عمل انثروبولوجي رفيع المستوى تم إنجازه ميدانياً وليس خلف المكاتب الوثيرة بتعبير كلودليفي شتراوس؟ ويقول المؤلف: خلال رحلات استكشاف وبحث ومعايشة يومية ومنتظمة فهذا العمل بصورته الكاملة لم يصلنا إلا مقطع الأوصال، وإن تكفلت بعض المؤلفات التاريخية والدينية واللغوية بحفظ اليسير منه. هذا السؤال يواجهنا اليوم كما واجه الثقافة العربية في الماضي، وقد يظل معلقاً دون جواب ما دمنا نفهم عمل الأصمعي على أنه نوع من جمع لمادة ثقافية، فيها الطريف والغريب في اللغة والحياة الاجتماعية للعرب. إن هذا التصور السائد والشائع في ثقافتنا المعاصرة يدعم ويؤكد وجود إشكالية حقيقية في قراءة التاريخ الثقافي للعرب، وأكثر من ذلك يؤكد وجود إشكالية عميقة ومعقدة تتعلق بالمنهج المتبع في قراءة المرويات العربية القديمة؛ لذلك وبسبب الفهم السطحي لهذه المرويات فقد تأسست قراءة مضللة ساهم فيها كتاب ومعالجو نصوص تاريخية وأدباء وفقهاء ورواة حديث ومفسرون. الكتاب جاء في 96 صفحة من القطع الصغير، وصدر عن المجلة العربية.