اشتهرت قصة (فنجان قهوة على الحائط) لأحد المقاهي في البندقية، كواحدة من القصص والأفكار التطوعية للمجتمع، والتي تساعد المحتاج ليتعايش ويتكيَّف مع محيطه دون أن يشعر بالحاجة أو الحرمان..! القصة تتحدث عن تقليد لدى بعض الزبائن المقتدرين لهذا المقهى، اعتادوا على دفع ثمن (فنجانين للقهوة) أحدهما يشربونه والآخر بوضع خط على الجدار..؟! والفكرة أن من يأتي من غير المقتدرين أو من لا يملك ثمن (فنجان القهوة) بإمكانه طلب (فنجان قهوة) من تلك التي دفع ثمنها على الجدار بالمجان ودون مقابل، فيتم مسح الخط كناية عن أن هناك شخصاً استفاد من غير القادرين على الدفع..! هذه القصة اشتهرت كنوع من (الرقي في التعامل مع المحتاجين)، والتكافل عبر بعض الأفكار البسيطة التي بالإمكان تطبيقها (كتقاليد فريدة) لمساعدة المحتاجين والمعوزين بأفكار شبيهة، فبرأيي أن (المساعدة الإنسانية) اليوم يجب أن لا تتوقف عند حد (دفع النقود للسائل) ممن يحتاج مثل هذه الخدمات مباشرة، والذي قد يتحايل لجمعها (للأسف)، كأن يراك خارج من المطعم ليدعي أنه (لا يجد) قيمة الطعام، وبحاجة (لوجبة)، فبدلاً من إعطائه المبلغ (بإمكانك) العودة للمطعم (ودفع قيمة وجبة مجانية له) إن كان صادقاً..! من الأفكار التطوعية الرائعة التي شاهدتها مؤخراً (مقهى ومطعم سيم) الذي افتتحه الأخوان (براد وليلى بيركي) في دنفر، فكرته ببساطة كما عرضتها شاشة (ان بي سي الأمريكية) هي أن قائمة الطعام (بدون أسعار)، والزبائن يدفعون بالعادة أكثر من (قيمة الطعام بالخارج) لضمان استمرار المقهى في تقديم (البيتزا) والشوربة والسبانخ (مجاناً) لزبائن آخرين غير قادرين على الدفع..! الفكرة لم تنته بعد، بل إن المطعم يطلب من الزبون (غير القادر على الدفع) أن يشارك (عمال وموظفي سيم) في بعض الأعمال الجانبية البسيطة (لبعض الوقت) مقابل الطعام الذي أكله، حتى لا يشعر بالإهانة ويتعود على الكسب (مقابل العمل)..؟! نحن في حاجة لمثل هذه (المشاريع التطوعية) وبطرق تتناسب مع مجتمعنا وبيئتنا، وأعتقد أننا قادرون على الخروج بأفكار جذابة وجديدة حتى نساعد في تغيّر حياة من حولنا (ممن يطلبون المال) نحو الأفضل، وتعويدهم على الكسب مقابل العمل، بدلاً من التسول..! هناك متسوّلون عند (محطات الوقود) يطلبون المال مدّعين حاجتهم (للتزوّد بالبنزين) وهم لا يملكون سيارات أصلاً، وآخرون يتسوّلون المال عند أبواب المطاعم وهم غير (جوعى)..! بينما المحتاج الحقيقي يصعب أن يجد مثل (أفكار سيم) لمساعدته وضمان كرامته..؟! وعلى دروب الخير نلتقي.