يعتبر الماء إحدى النعم الكبرى التي منحت للإنسان، بل ولبقية المخلوقات التي تدب على وجه هذه الأرض، فالإنسان أو أي مخلوق آخر لا يمكنه العيش بدون الماء قال الله تعالى {..... وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} الآية (30) من سورة الأنبياء، كما قال سبحانه وتعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء....} الآية (45) من سورة النور. وفي السنة الشريفة نهى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن منع الماء حتى لا يؤدي ذلك للإضرار بالآخرين، كما جعل عليه الصلاة والسلام صدقة الماء (من موجبات الجنة). وتعود أهمية الماء للإنسان لكونه يشكل نسبة (70%) من الجسم ولأنه يؤدي لحماية الجسم وينشط الكليتين وينظّم درجة حرارة الجسم، كما يقوم الماء بتخليص الجسم من السموم ويكسبه المزيد من الطاقة وينشّط الدورة الدموية ونحو ذلك من الفوائد، كما أن للماء دوراً في احتياجات الإنسان الحياتية، حيث يساهم في توليد الكهرباء وتلبية الاحتياجات اليومية. والماء له أنواع فيوجد الماء العذب والماء المعدني، والماء المالح والماء السطحي. وبسبب هذه الأهمية للماء وللنقص الذي يعانيه العالم من هذه المادة الرئيسية للمياه تأتي أهمية ترشيد استعمال المياه وبالذات في الدول قليلة الموارد المالية أو التي لا يوجد بها أنهار كبلادنا، فقد حث الإسلام الحنيف على عدم الإسراف في الماء قال تعالى: {... وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} الآية (31) من سورة الأعراف، وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يتوضأ فقال له (لا تسرف لا تسرف) كما ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا تسرف في الماء ولو كنت على نهر) فإذا كان هذا في الوضوء فكيف بالأمور الأخرى التي يستعمل فيها الماء بشكل أكبر. وتواجه المجتمعات المعاصرة قلة في الماء وبالذات تلك الصالحة للشرب بسبب الجفاف وقلة الأمطار، بل إن هناك من يرى بأن العالم قد يواجه حرباً كونية بسبب قلة المياه وهو الأمر الذي يستدعي ضرورة ترشيد استعمال المياه. وقد توترت العلاقات بين بعض الدول بسبب الماء كما هو الشأن بين الدول التي تستفيد من مياه نهر النيل في شرق إفريقيا وكذلك تركيا وبعض الدول العربية التي تستفيد من مياه دجله والفرات. فبلادنا تعتمد في موارد المياه حالياً على المياه الجوفية المحدودة التي بدأت تقل بسبب قلة الأمطار وكذلك تعتمد بلادنا على تحلية مياه البحر، ولذا فإن الحد من استعمال المياه وعدم الإسراف فيها واجب وطني وتجب مضاعفة التوعية في هذا الشأن حتى يكون ترشيد استعمال المياه ثقافة اجتماعية، وحسب وزارة المياه والكهرباء بلغ استهلاك الفرد في بلادنا سنة 2000م (230) لتراً في اليوم الواحد، حيث يوجد مبالغه في كافة أنواع الاستهلاك المنزلي والزراعي والصناعي للمياه وهو الأمر الذي يتطلب الآتي: - غرس فكرة ترشيد المياه لدى الأطفال حتى يكون ذلك ثقافة لديهم في سائر مراحل العمر. - على كل صاحب منزل أن يقوم بإدخال الأجهزة والمعدات التي من شأنها ترشيد المياه. - على كل جهاز حكومي أو خاص أن يقوم بالتوعية الكافية للموظفين حول ترشيد استعمال المياه وأن يقوم الجهاز الحكومي أو الخاص بإدخال التقنية الخاصة بذلك. - عدم استعمال المياه الصالحة للشرب في غسيل الشوارع والسيارات والمحلات والحدائق. - قيام وزارة الزراعة والمياه والكهرباء بإعداد حوافز تشجيعية لترشيد المياه في المنازل والمحلات التجارية. [email protected]