تعد السكك الحديد من أهم - إن لم تكن أهم - وسائل النقل في الدول المتقدّمة، وخطوط أو خط السكة الحديد الوحيد في المملكة عرفناه منذ نعومة أظفارنا هو هو لم يتغيّر أو يتبدل إلا بالنزر اليسير رغم الإمكانات الكبيرة التي هيأتها الدولة لمؤسسة سكك الحديد التي تعاقب عليها مجالس إدارات وأشرف عليها العديد من أصحاب المعالي الوزراء بحكم مناصبهم كوزراء مواصلات أو نقل.. هذا الخط الوحيد حتى الآن الذي بلغ عمره أكثر من ستين عاماً، حيث تم تدشينه في بداية السبعينيات الهجرية (الخمسينيات الميلادية) لم تواكب خدماته ما حققته المملكة من تطور وتقدّم كالقطاعات الأخرى التي تخدم المواطنين مثل الاتصالات والطيران (رغم التحفظ على الطيران) ما عدا الحجز بالهاتف الذي يمثّل ضعفاً هو الآخر! أقول إن هذا الشريان الحيوي للركاب والبضائع لم ير المواطن أو يلمس تطوراً حقيقياً اللّهم إلا ما سمعناه مؤخراً عن تدشين عربات جديدة! وهنا مربط الفرس وهو ما دعاني إلى كتابة هذا المقال، فالعربات الجديدة التي استبشرنا بها خيراً وقرأنا في الصحف أنها ستختصر المسافة بين الرياضوالدمام إلى أقل من ثلاث ساعات وما صاحبها من هالة إعلامية من قبل المؤسسة لم تكن بمستوى ذلك، فلم يتغيّر أو يتبدل شيء، بل على العكس اتضح أن العربات القديمة أكثر قوة ومتانة وتحمّلاً رغم بطئها المعهود، فالمفاجأة أن العربات الجديدة أصيبت بالخلل الفني وهي ما زالت تحت التمرين! وإليكم الدليل.. في يوم الثلاثاء 25-5-1433ه الموافق 17 أبريل 2012م آثرت أن أعود من الدمام إلى الرياض على القطار الجديد الذي سمعت عنه وعن أخباره والدعاية التي صاحبت تدشينه واخترت القطار رقم 9 الذي يغادر الساعة الواحدة و20 ظهراً، وفعلاً تحرك القطار في موعده واخترت الدرجة الأولى التي حلَّت محل درجة الرحاب في القطار القديم طيّب الذكر.. وبادئ ذي بدء أشير إلى أن مدة الرحلة 4 ساعات وأن القطار سيصل الرياض الساعة 5.22 فقلت ليست مشكلة، فهذا هو الزمن المعتاد للرحلة.. لكن ما حدث كان غير ذلك! حيث وصل القطار للرياض الساعة السابعة إلا عشر دقائق مساء! فقد أصيب القطار الجديد بوعكة فنية أوقفته في عرض الصحراء! والاعتذار جاء أن سبب ذلك خلل فني مما كان محل استغراب الركاب وتندرهم، إذْ كيف يصاب قطار جديد بخلل فني ويتوقف تماماً! ولنفترض أنه لم يتم إصلاحه بالسرعة الممكنة، ماذا كان سيفعل الركاب والعائلات في الصحراء؟! ثمة نقاط أخرى صاحبت هذه الرحلة لعلي أجملها فيما يلي: - لم يتم تطبيق أرقام المقاعد، بل يتم توزيع الركاب جزافاً على الدرجة الأولى رغم أنهم قسموا الدرجة الأولى بين العزاب والعائلات وهذا أمر مقبول، لكن غير المقبول أن يتنازع الركاب فيما بينهم حول أحقية كل راكب برقم مقعده! لأن الأرقام لم تطبّق على المقاعد! - خدمات المشروبات تقدّم بطريقة بدائية من قبل أحد العمال الذي يصطحب عربة تقدّم المشروبات وبعض الساندويتشات الباردة! ورغم أن أسعارها معقولة وعادية لكن سؤالي: ما دام أنهم ركاب درجة أولى لماذا يشترون الشاي والنسكافيه! لماذا لا تقدّم لهم المشروبات (على الأقل) مجاناً! أقول المشروبات الساخنة فقط وليس المأكولات! رغم أنهم قدّموا حبة تمرة مع فنجان قهوة عربية كترحيب! - لقد وصل قطارنا العزيز الرياض متأخراً ساعة ونصف الساعة!!! وهذا في حساب الزمن أمر غير مقبول! - وأختم بأن خدمات العفش المفقود قضية أخرى لا تقل عن سابقتها، فقد صدف أن نسيت مع استعجالي الخروج قطعة عفش في القطار وبعد مغادرتي المحطة أجريت اتصالات متكررة خاصة بالرقم الموحّد 920008886 الذي أرجو من القارئ الكريم أن يحاول الاتصال به، فإن رُدّ عليه كان محظوظاً! وقد استعنت بصديق للتواصل مع المحطة سواء في الرياض أو الدمام لأنني كنت أظن أن الاتصال أسهل من العودة للمحطة لكن دون جدوى، حيث انتظرت حتى صباح اليوم التالي فأرسلت مندوباً وجد ضالتي! - إن خلاصة القول أن المواطن يتطلع إلى خدمات مميّزة وسريعة من مؤسسة عريقة حظيت بإمكانات ودعم ومساندة كبيرة والمؤمل أن تقدّم المؤسسة شرحاً للمواطنين عن أسباب هذا الخلل في قطار جديد وأظنها ليست المرة الأولى التي تحدث للقطار الجديد! ثم لماذا لا تشرح المؤسسة أسباب بطء القطار الجديد، هل السبب القضبان الحديدية، أي سكة الحديد نفسها التي لم يتم تجديدها؟ أم أن قدرة العربات الجديدة على السرعة هي هي لم تتغيّر؟ أنا لا أطالب بأن تكون المدة الزمنية للرحلة ساعتين بين الرياضوالدمام (كما هي سرعة القطارات العالمية)، بل على الأقل تكون ثلاث ساعات، ولماذا لا تخصص المؤسسة رحلات مباشرة بين الرياضوالدمام بدون توقف أو على سبيل المثال نصف الرحلات تكون مباشرة لأن أغلب الركاب هم بين هاتين المدينتين الكبيرتين. أرجو لمؤسستنا التوفيق والسداد.. والله الموفّق..