قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من اغتسل يوم الجمعة، وتطهر بما استطاع من طهر، ثم ادهن أو مس من طيب، ثم راح فلم يفرق بين اثنين، فصلى ما كتب له، ثم إذا خرج الإمام أنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى).. رواه البخاري. ذكر الله سبحانه وتعالى يوم الجمعة وأفرد له سورة كاملة لما فيه من الأجر العظيم والشرف الكبير لدرجة أن يؤجر المؤمن بترك مزاولة البيع والشراء ساعة النداء والصلاة يوم الجمعة، كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر أن يوم الجمعة هو يوم عظيم وعيد للمسلمين ولكن ما هو حال المسلمين اليوم مع الجمعة، فالمعروف في المملكة العربية السعودية أن يوم الخميس هو يوم إجازة لذلك فإن الكثير منا يمضي ليلة الجمعة بالسهر وبالتالي فإنه لا يستفيد من القيام مبكراً والتمتع بيوم الإجازة ومزاولة هواياته الخاصة - بينما كان أسلافنا يحرصون غاية الحرص على أن يولوا ليلة الجمعة ويومها العناية الخاصة من العبادة والزيارة والتواصل فيما بينهم وقضاء حوائجهم والذهاب للمسجد في وقت مبكر والتسابق على الصف الأول ولبس الثياب النظيفة والتطيب بالروائح الزكية والإنصات للإمام، بينما حالنا اليوم لا تعدو كون الأغلبية تأتي إلى الصلاة في أوقات متأخرة نتيجة السهر وماذا لو أن يوم السبت هو يوم الإجازة مع الجمعة حتى يمكن الاستفادة الكاملة من يوم الجمعة لأنه سوف يلغي الخميس وبذلك ربما يقل السهر ليلة الجمعة بحكم أن يوم الخميس سوف يصبح يوم عمل ودراسة، ومع المجيء للصلاة في وقت متأخر نجد أن البعض يأتي وقد غلب النعاس والنوم أجفانه ولباسه ورائحته غير محببة وقد يؤذي المصلين، وعند دخوله تجده يضع (حذاءه) كيفما اتفق ويصر على التقدم للصفوف الأولى وإيذاء الآخرين وقد يوقف سيارته بشكل خاطئ أمام السيارات والمنازل، ومع أن بعض الخطباء لا يحسن وللأسف قراءة الأحداث وتسليط الأضواء عليها بل وتقديم الشكر والدعاء الواجب لكل جهد مبذول ابتداء من القيادة الرشيدة ودورها الواضح في كثير من الأمور ولعل ما يجري الآن من دعم كبير ومناصرة للشعب السوري خير دليل على ذلك، فالبعض هداهم الله لا يذكر ذلك، ومما يذكر داخل المسجد استنزاف كبير للطاقة عن طريق الإضاءات والتكييف والاستخدامات القصوى لكل ما هو متاح وعدم تعاهد المسجد ومرافقه بالنظافة، ومما يلفت الانتباه ويدعو للحيطة والتنبه له عدم وجود طفايات حريق داخل أغلب المساجد، كما هو حال بعض المنازل والدكاكين والبقالات، وليتنا نقلد الآخرين فيما وصلوا إليه من الحرص على تطبيق قواعد السلامة وإصدار الشروط اللازمة لبناء المسجد وغيرها، ومما يستدعي الانتباه داخل المساجد وجود الكثير من الأخوة المصلين وخاصة من لا يجيد العربية فتجه مشغولاً عن الخطيب بالأحاديث الجانبية وإشغال المسجد بما لا فائدة فيه، وعند إقامة الصلاة تجد البعض يؤدي الصلاة خارج المسجد نظراً للزحام، وقد يكون الوقت صيفاً مما يلزم الإمام أن ينتبه ويحرص على الرفق بالمأمومين. وعند انقضاء الصلاة وخروج المصلين قد يكون بعض المصلين في عجلة من أمره أو أنه معتاد على الخروج بأسرع وقت مما يحدث ازدحاماً وارتباكاً أمام البوابة والتي يتواجد فيها. إما عدد من المتسولين وكذلك الباعة الجائلين الذين يحدثون فوضى أمام المسجد، وقد يحدث ما لا يحمد عقباه، إما نتيجة لالتماس كهربائي أو وجود حالات إسعافية، لذلك فإن على إدارة شؤون المساجد أن تراعي هذه النقطة وتحرص غاية الحرص على إبعاد أي عائق أمام خروج المصلين. ومما يستحسن داخل المسجد ومن القائمين عليه تعويدهم لحفظة القرآن الكريم في المسجد على الإتيان ببعض الخدمات داخل المسجد والتنظيم ولعل في وضع شال على الطالب مكتوباً عليه حفظه القرآن الكريم، مما ينمي روح العمل لدى الطالب وإعطاء صورة واضحة على السلوك القويم الذي يجب أن يتحلى به حافظ القرآن الكريم، فالدين الاسلامي ولله الحمد هو دين الممارسة والتطبيق الفعلي لكل السلوكيات الحميدة. وبالله التوفيق،، [email protected]