يقول وليد اسعد فيرق لازلت اتذكر المرة الاولى التي قمت فيها الليل منذ ثلاث سنوات وقد كان عمري حينها اثنى عشر عاماً.. يومها أخذني والدي معه الى المسجد كانت الساعة تقترب من الواحدة والنصف صباحاً.. وكنت قد استعددت جيداً لهذا السهر فأخذت قسطاً جيداً من النوم بعد صلاة العشاء ولا انسى ابداً ذلك اليوم ما حييت فهو لا يزال عالقاً في ذهني عند دخولي المسجد ومشاهدة هذا الكم الكبير من المصلين فقد توقعت ان يكون العدد قليلاً نظراً لتأخر الوقت ولكني على العكس من ذلك وجدت المسجد ممتلئاً بالمصلين، وسرني ان ارى عدداً لا بأس به من المصلين الصغار مثلي جاءوا مع ذويهم لينالوا الثواب والاجر، وكان المشهد يهز القلوب ويستحوذ على المشاعر فجلال القرآن وجماله له هيبة والصوت الندي للامام يزيده تأثيراً. فتهيأت نفسياً للخشوع قبل ان ادخل الصلاة، ولما دخلت في الصلاة عشت مع جلال القرآن افكر في كل كلمة فيه أحاول فهمها وتدبر معانيها اسبح الله سبحانه عندما يرد ذكره او ذكر شيء من نعمه وآياته ادعو بدخول الجنة اذا قرأ الامام عنها واتعوذ من النار حين ذكرها حتى اذا ركع الامام ركعت واخذت اسبح الله طويلاً وفعلت مثل ذلك في السجود حيث أكثرت من الدعاء لله تعالى لي ولوالدي ولأهلي ولاخوتي وللمسلمين في كل مكان.