يعتبر فيتامين (د) من الفيتامينات التي تذوب في الدهون، وله دور أساسي في امتصاص الكالسيوم والفوسفور، وهو منظم لمستواهما في الدم ودورهما في تركيب العظام والأسنان في جسم الطفل. العوز غير الكساح ويختلف عوز فيتامين (د) عن مرض الكساح (Rickets) أو الذي يسمى (تقوس الساقين)، فالعوز هو الحالة التي يكون فيها نقص في فيتامين (د) أو مشتقاته، وليس من الضروري أن كل عوز للفيتامين يجب أن يترافق مع الكساح. أما الكساح فيظهر عندما يكون هناك انخفاض شديد في فيتامين (د) (أقل من الحد الأدنى الطبيعي بسبع مرات). والجسم يحصل على فيتامين (د) من مصدرين أساسين، هما.. الغذاء، والتركيب الداخلي الجلدي للفيتامين، وفي الواقع أن كلا المصدرين غير كاف لتأمين الحاجة اليومية من فيتامين (د). الأسماك المصدر الأغنى فالمصادر الغذائية لا تقدم كامل الحاجة، فحليب الأم يحتوي اللتر منه على 12% من الحاجة اليومية، وكذلك الأغذية المقدمة للرضيع خلال عامه الأول التي تمده بحوالي 30-50% من حاجته، وكذلك أغذية الطفل الأكبر والتي هي بدورها فقيرة في فيتامين (د) مثل الجبن والخبز واللحوم والأرز والبيض والخضروات والفواكه. أما الأسماك فهي العنصر الغذائي الغني بفيتامين (د) وهي بدورها غير كافية كونها لا تعتبر غذاء ثابتاً يومياً. الشمس غير كافية!! أما المصدر الثاني لفيتامين (د) وهو التركيب الداخلي عن طريق الجلد بعد التعرض لأشعة الشمس فهو يتأثر بعدة عوامل منها.. مدة التعرض لأشعة الشمس يوميا، والجزء المكشوف من جسم الطفل المعرض للشمس، كما يتأثر امتصاص الأشعة بلون البشرة (البشرة الداكنة أقل امتصاصا للأشعة)، وكذلك باختلاف فصول السنة والتلوث الجوي وكثافة السحب في السماء والموقع الجغرافي. وهكذا فإن جملة واسعة من العوامل تتدخل في تركيب الجلد لفيتامين (د)، مما يجعل من غير الممكن الاعتماد على التعرض لأشعة الشمس كمصدر كاف لتأمين الحاجة اليومية من فيتامين (د). الفيتامين كدواء ولذلك كانت معظم التوصيات تؤكد على ضرورة إعطاء فيتامين (د) للطفل يوميا لتأمين الحاجة الكافية منه وذلك منذ الولادة وحتى عمر السنة أو السنة والنصف. - د. بشير العلي - أخصائي الأطفال وحديثي الولادة