يقولون القيادة فن، فأي قيادة وأي فن يقصد بذلك، هل هي القيادة الإدارية أو هي قيادة المركبات أو هما معاً فن القيادة في نظري يكون لأي قيادة إذا ضبطت بضوابطها فتكون القيادة فناً رائعاً، بل متعة أيضاً إذا كانت نفسية القائد منضبطة في تعاملها حاملة للإحساس بمسؤولية القيادة، ومن أهم مواطن القيادة التي يجب فيها الانضباط النفسي قيادة المركبات لأنها سبب لحياة الإنسان وسعادته بقدر ما هي سبب لهلاكه وتعاسته.. حركة هائلة في شوارع مدننا من هذه المركبات وحركة كثيرة على طرقنا السريعة يصاحب ذلك أعداد كبيرة من الحوادث الناجمة من تصرف بعض قائدي هذه المركبات، نتج منها إزهاق وإعاقة أعداد من الأنفاس البشرية وإهدار كم هائل من الأموال نتيجة لما يقع من حوادث. إدارات المرور بذلت وتبذل جهداً عظيماً لتسيير هذه الحركة الهائلة حتى جاء إحداث مراقبة السرعة المسمى ب(ساهر) الذي حد نوعاً ما من كثرة الحوادث مع ما يثار أحياناً من ملاحظات على هذا الجهاز، وبسبب وجوده تلاحظ أحياناً من ملاحظات على هذا الجهاز، وبسبب وجوده تلاحظ أحياناً وأنت تسير في أحد طرقنا أشياء غريبة في بعض السيارات العابرة هذه الأشياء ليست مما يمكن أن يحدث من تلقاء نفسه، بل هي من أعمال بشرية متعمدة ذلك أن بعض قائدي المركبات يسعى إلى طرق معْوَجَّة لكي لا يقع في مصيدة سيارات ساهر، من تلك التحايلات ثني لوحة السيارة بحيث تختفي أرقام اللوحة أو طمس بعض أرقام اللوحة أو إخفائها بلصق أوراق أو غيرها على الأرقام، بل شاهدت ما هو أكبر من ذلك وهو قص بعض أجزاء اللوحة، حالات غريبة تحدث تهرباً من مصيدة سيارات ساهر، وأعتقد أن ذلك راجع إلى سعر الغرامة التي تفرض على المخالف التي تزداد في حال مضاعفتها. ليس الحديث عن هذا إنما الحديث عن اللوحة ذاتها.. اللوحات ليست مهمتها متوقفة على التقاط ساهر للمخالف منها، إنما هي أشياء أمنية فهي وثائق رسمية يجب المحافظة عليها واضحة سليمة في الأماكن المخصصة لها بالمركبة قدر المستطاع.. التعديل والتحريف بهذه اللوحات هو نوع من العبث بالوثائق الرسمية التي يطبق عليها أشد أنواع العقوبات، مسؤولية المحافظة عليها من مهمات قائد المركبة ما لم يوجد سبب أقوى من إرادة قائد المركبة، ومسؤولية مراقبة وجود تلك اللوحات وسلامتها من مسؤولية الإدارة العامة للمرور وفروعها وتشاركها في ذلك الجهات الأمنية الأخرى، وإذا أخذنا بالاعتبار أن هذه اللوحات هيأشياء أمنية بالدرجة الأولى فأتمنى أن يكون هناك حملة إعلامية بأن لوحات المركبات هي وثائق رسمية وأن العبث فيها هو عبث في وثائق رسمية يعاقب عليها النظام وأن يؤخذ على كل صاحب مركبة إقرار بعلمه بذلك عند إصدار تلك اللوحات أو تجديد الاستمارات ومن ثم تطبيق النظام على من لا يحترمها بعد ذلك.. ومما هو متصل بالشأن المروري ما يلاحظ خلال السير في الشوارع من وجود سيارات صغيرة (سيدان وبكب غمارة وغمارتين) تم تظليلها بالكامل، لا أطالب بمنع التظليل منعاً باتاً، بل أقصد المنع على السيارات الصغيرة والسيارات البكب ذات الباب والبابين، أما السيارات التي خصصت لحمل العوائل وما ماثلها فأرى أن يكون منع التظليل للزجاج شمال ويمين السائق، أما باقي الزجاج فلا يمنع، أتمنى معالجة ذلك.