أصبت بالدهشة حينما قرأت خبراً يتحدث عن سعودي يقبع في السجن منذ أربعة عشر عاماً بناءً على رغبة والده الذي يُصرّ على بقائه في السجن إلى أجل غير مسمّى. فالمواطن عيد «43 عاماً» قد قضى محكوميته كاملة بسبب جرم ارتكبه وهو تناوله الخمر قبل أربعة عشر عاماً واعتداؤه بالضرب على زوجة والده وإضرام النار في سيارة أبيه. وكان الحكم عليه يقضي بسجنه ثلاثة أعوام وجلده 200 جلدة وإلزامه بدفع مبلغ من المال لوالده عوضاً عن السيارة التي أتلفها وهو في حالة السكر. وقبل نهاية محكوميته بستة أشهر حضر الأب للقاضي وطلب منه تغليظ العقوبة بحق الابن حتى يتّقي شرّه فقرّر القاضي إبقاءه في السجن حتى يثبت لأبيه صلاحه، ونسي في السجن وهو يقبع فيه حتى كتابة هذه السطور. العديد من الكتاب طالبوا بإعادة النظر في الحكم على عيد. وهذه المطالبات لن تمس بهيبة القضاء، الذي نتمنى دوماً أن يظل في موقع العدل والعدالة، ولكنها تذكّر بأن هناك من يحتاجون إلينا ككتاب وكاتبات، لكي نسلط الضوء على قضاياهم ومعاناتهم، وبهذا نكون عوناً لمسؤولي العدالة وأعيناً لهم، ولا أظنهم لا يودون أن نشاركهم في هذا الأمر. عيد في النهاية مواطن دفع سنوات عديدة في السجن، عقاباً له على ما اقترفته يداه، فهل من نظرة حانية لوضعه، بعد أن تاب وآمن وعمل صالحاً؟؟