أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى فرنسا محمد آل الشيخ ل»الجزيرة» أن المملكة وفرنسا تسعيان للخروج من الاستثمارات النمطية التي تتركز على قطاعات معينة ومحددة إلى آفاق أكثر تنوعا، مشيرا إلى أن الاستثمارات السعودية في فرنسا تتركز على العقار، في حين تنحصر الاستثمارات الفرنسية بالمملكة على العقود الحكومية، والمحدودة في مجالات معينة كالنفط على سبيل المثال. جاء ذلك خلال حفل استقبال أقامه أعضاء مجلس الأعمال السعودي الفرنسي من الجانب الفرنسي بمناسبة زيارة عدد من رجال الأعمال السعوديين أعضاء المجلس إلى فرنسا. وقال آل الشيخ: مثل هذه الزيارات ستعمل على تعزيز الاستثمارات بين البلدين، لافتا إلى أن تنويع الاستثمار وفتح مجالات التعاون بين شركات القطاع الخاص في البلدين يعد أهم أهداف مجلس الأعمال السعودي الفرنسي، على الرغم من وجود بعض الصعوبات والتحديات ولكن يعمل المجلس على تجاوزها حاليا. وذكر آل الشيخ أن كافة الشركات الفرنسية التي دخلت السوق السعودي تم إنهاء جميع إجراءاتها ومعاملاتها بشكل يسير كباقي الدول وذلك رغم قصر عمر مجلس الأعمال للبلدين. نوه إلى أن سفارة المملكة لدى فرنسا تتواصل بشكل مستمر مع رئيس المجلس والأعضاء على مدار العام وفي كافة المجالات. مبينا أن الشركات الفرنسية ترغب فعليا بالاستثمار في المملكة ومنها ما يقدم توصيات في هذا الشأن، وقال: نطمح إلى زيادة عدد زيارات رجال الأعمال الفرنسيين للمملكة خلال الفترة المقبلة. من جانبه قال رئيس اللجنة الوطنية الزراعية بمجلس الغرف سمير قباني: أن فرنسا تعتبر من أهم اقتصاديات دول الاتحاد الأوروبي وتتميز بتنوع أنشطتها ، وبالتالي فرص التعاون الاستثماري مع الشركات الفرنسية جيدة . ولفت قباني إلى أن النظير الفرنسي أثار عدة تساؤلات حول استعدادات المملكة والخطوات التي إتخذتها للتحول لاقتصاد مابعد حقبة البترول وتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على مصدر واحد قد ينضب. وأوضح عضو مجلس الأعمال السعودي الفرنسي مروان المطلق بأن الزيارات الدورية لفرنسا تأتي بهدف التعرف على مزيد من رجال الأعمال الفرنسيين، والاطلاع على المنتجات الجديدة في مختلف المناطق والمدن الفرنسية، وكذلك لتشجع العلاقات التجارية وفتح المجال للطرفين من خلال المشاريع الاستثمارية الجديدة، وأضاف: إن المستهلك السعودي دائماً ما يبحث عن المستشار الأجنبي وذلك لتقديم أفكار جديدة فيما يتعلق بالتصميم والهندسة ، وفي المملكة دائما يبحثون عن الاستشاري العالمي ولذلك نبحث عن علاقات استشارية خارجية ذات خبرة وأفكار إبداعية جديدة. فيما قال رجل الأعمال فايز العلويط بأن اللقاء في باريس كعاصمة ومركز لرجال الأعمال وزيارة المدن الأخرى ويساعد على التعريف بالسوق السعودي والفرص الموجودة فيه ، مضيفاً بأن فرنسا ليست غريبة على السوق السعودي وتربطنا بها علاقات تجارية قديمة ، ولكن أحياناً يشوبها نوع من البطء بين الجانبين ودور المجلس هو تسهيل الاجراءات الروتينية وكشف الفرص للجانبين. وحدد العلويط الهدف من الزيارة في» جلب رؤوس الأموال إلى المملكة من خلال الاستثمار، إضافة إلى نقل وتوطين التقنية ، حتى تكون منطلقا لاستمرار وخلق فرص على المديين البعيد والقريب لتوظيف الشباب السعودي . واستعرض المهندس فيصل الرشيد مدير الاستثمار والتكامل الصناعي بالهيئة الملكية للجبيل وينبع الفرص الاستثمارية المتاحة بالمدينتين ورأس الخير، وركز على المنطقة الصناعية التي تطورها الهيئة حالياً للصناعات البلاستيكية (بلاس كم ) ، حيث جدد الدعوة للمستثمرين الفرنسيين لاغتنام الفرص وخصوصاً في الصناعات البتروكيماوية والتحويلية والمعدنية ، وتلك المتعلقة بالطاقة المتجددة منوها بوجود فرص أخرى بالتجهيزات الأساسية كمشاريع الموانئ والمحطات الكهربائية والمباني السكنية.