لا أحد يعلم حجم الكوارث الاقتصادية التي ستحل في بلادنا ومجتمعنا وتقضي على شبابنا، لولا يقظة وسهر خفر السواحل على امتداد الحدود البحرية للمملكة، فمن الخليج العربي إلى البحر الأحمر هناك نشاط مكثف وشبه منظم، لحماية أمننا السياسي والاقتصادي والاجتماعي، خاصة وأن جهات خارجية تتربص بمجتمعنا واقتصاده الوطني بشكل يؤثر على أمننا، كتزوير العملة وتهريب المخدرات لأضعاف عوامل قوتنا وحصانتنا الداخلية. يوميا خفر السواحل يحبطون عمليات تهريب للمخدرات والسلاح والعملات الصعبة والمزورة منها وللأسف الشديد معظمها قادمة من إيران الجارة المسلمة، حيث أصبحت التجارة الإيرانية تقوم على شبكة من التجارات غير الرسمية لتتجاوز العقوبات الاقتصادية أولا، وثانيا فهي جزء من إستراتيجية هدفها الإضرار بالمجتمعات والاقتصاديات الوطنية لدول مجلس التعاون الخليجي. المخدرات وغسيل الأموال هي تجارة حزب الله الذي يتبع إيران، وله باع كبير في أمريكا اللاتينية وأفريقيا ولبنان، وهي تجارة مزدهرة في جنوب العراق بعد الاحتلال والسيطرة الإيرانية، الأمر الذي يوضح أن الهدف الإيراني مادي أساسا ولا يهمه لا شيعة العرب ولا سنتهم، بل يحتقر العرب ويعمل للأضرار باقتصادهم الوطني من خلال الإعلام المزور وترويج العملة المزورة وغسيل الأموال. شبكات التهريب الإيرانية تنقل البضائع إلى إيران عبر سفن تأتي إلى المياه الإقليمية دون الرسو في الموانئ الإيرانية باستخدام طائرات مدنية لنقل السلع إلى دول مجاورة، ومن ثم نقلها إلى إيران عبر مطار النجف، وتهريبها إلى دول الخليج العربي لتمويل عملياتهم، حيث إن الإحصائيات تشير إلى أن حجم التهريب الإيراني من مخدرات وأسلحة إلى دول المنطقة تجاوزت قيمته (8) مليار دولار بينما حجم تجارة التهريب إلى إيران تصل إلى (7) مليار دولار الأمر الذي يجعل إيران لا تدفع أي دولار لتمويل هذه الصفقات. ما قادني للحديث عن هذا الموضوع هو تمكن رجال الأمن من القبض على عدد كبير من مروجي المخدرات والحشيش، وإعلان دولة آسيوية إلقاء القبض على عضو في وفد رسمي إيراني وبحوزته نصف مليون دولار مزورة بإتقان، والإشكالية التي واجهت السلطات في تلك الدولة هي الدقة في التزوير، الأمر الذي استدعى حضور جهاز(FBI) الأمريكي للاطلاع على التزوير الإيراني. وتأكيداً لهذا الأمر، فقد أكد خبراء عراقيون أن بلدهم يرزح تحت غزو اقتصادي إيراني وعملات مزورة يصعب اكتشافها من قبل الأجهزة المستخدمة للكشف عن التزوير، فيما يقوم التجار الإيرانيون بسحب الدولار من السوق العراقي وشراء الذهب، حيث تتخذ طهران من العراق ساحة لتفادي العقوبات الاقتصادية الدولية عليها، ولهذا السبب فإن انهيار العملة الإيرانية سيدفع إيران والحرس الثوري لإغراق الدول المجاورة بالعملة المزورة، فهل من وقفة جماعية خليجية مسؤولة من الجميع؟؟... لحماية أمن المواطن الخليجي واقتصاده. مستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية