لكل منشأة في الكون عدة أطوار تمر بها .. فتلك الأطوار تبدأ عادة في النمو ثم تصل إلى ذروة قوتها ووهجها وتظل متوهجة إذا ما أحسن ضخ دماء جديدة بها.. ذات فكر جديد مبني على أطر صحيحة وضعت مسبقا .. فتصقلها وتنميها وتحسنها وتضيف إليها .. وليس في الوجود شيء مخلد في دنيانا الفانية إلا وجه الله الأكرم .. فلكل طور مدة زمنية معينة .. تطول أو تقصر حسب العوامل المحيطة.. وإنما لو طالت شاخت.. وبالتالي ستصاب بحتمية الإعياء والتعب إلى حد التلاشي .. حتى على المستوى الشخصي للأفراد فقد قال تعالى : (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ ).. لذلك جعل الله لكل أجل كتاب. فحتمية التغيير سنة من سنن الله في خلقه.. ولا بد من إحلال دماء جديدة لكل منشأة في الكون .. بدلا ممن سبقوهم من أولئك الرجال المخلصين الذين بذلوا كل ما في وسعهم للتطوير والتنمية .. و ليكملوا المسيرة وليصححوا المسار إن احتاج.. فهذه سنة الله في خلقه أن يصاب مسيرو المنشأة – مؤسسات أو أندية - بالهرم والإعياء والتعب وأحيانا ب( القرف ) من عملهم الذي متى أصبح روتينيا .. فسوف تبدأ تلك المنشأة في التراجع .. لذلك قيل لكل زمان دولة ورجال . هذه المقدمة هي استهلال لما أود الوصول إليه بالنسبة لأنديتنا.. فرئاسة الأندية تكون مدتها النظامية أربع سنوات قابلة للتجديد .. وأجزم أن أي إدارة تمكث في نادي جماهيري أكثر من أربع سنوات يعتبر عملا غير إيجابي متى ما وجدت الإدارة البديلة .. أما حال بعض الأندية التي ينطبق عليها المثل القائل ( قال صفوا صفين قالوا حنا اثنين ) وأحيانا كثيرة ( حنا واحد ) فهذه ليست مطالبة بتغيير إداراتها لعدم وجود البديل..وستذهب حتما لهامش النسيان. وعادة تكون إدارات الأندية متألقة في الموسمين الأولين للإدارة .. ويليها موسم ثالث تكون الأمور فيه متأرجحة بين التوهج والخبو .. إما في موسمها الرابع يبدأ ذلك التوهج في العد التنازلي.. وانظروا لأكثر من ناد قد ساءت أموره في الموسم الرابع للإدارة . من الناحية الشخصية أُكْبِر وأحترم وأقدر كثيرا كل العاملين في الأندية فهم شباب يزدانون بحكمة الشيوخ وهم شيوخ يزدانون بفورة الشباب .. ومع ذلك أرى أن تفرض ثقافة التغيير نفسها .. فاشتهاء التغيير لدى العامة هو من خصائص البشر .. لعلها تأتي إدارة تبني على ما قد بنته الإدارة السابقة .. فتطور الموجود .. وتنقح الأمور العائمة .. فهذه حضارة حتمية يجب أن تنفذ .. ويجب أن يخضع الجميع لنواميسها وآدابها وخصائصها.. علما أن ما بعاليه ليس له علاقة بالنتائج الحالية للفرق. وخاتمة للموضوع أذكّر بقول أبراهام لنكولن رئيس الولايات المتحد الأشهر : ( إني مدين بكل ما وصلت إليه إلى الرؤساء الأفذاذ الذين قبلي ولأمي العظيمة .. ولكن لا بد لي من التنحي ) ..فالإنسان القوي ذو الصولجان الضخم .. قد انحنى لقوة أعظم وأشد بأسا..وهي ثقافة التغيير وحتميته.. ليتنحى للقادم المجهول.. وبالله التوفيق. نبضات !! •من أجمل ما قرأت في هذا الموسم هو لقاء المدرب الكبير فرانك ريكارد مع الزميل أحمد العجلان .. فلم يبق شيئا لم يتطرق إليه، منها أن لاعبين المنتخب في مونديال 94 أفضل من لاعبين المنتخب الحاليين ؛ وأن الدول المجاورة واليابان تطورت في المنشآت و خطط تطوير كرة القدم والاهتمام بالنشء وبقيت السعودية كما هي قبل عشرين عاما .. وأن اللاعبين السعوديين يدخلهم الغرور سريعا على لاشيء .. من فاتته المقابلة فقد فاته الشيء الكثير ويمكنه الرجوع إليها في الطبعة الإلكترونية لعدد يوم الأحد !! •موسم دوري زين لهذا العام مر متثاقلا .. قدمت فيه الفرق مستويات متردية.. ولولا الأجانب لما تابعه أحد.. وفجأة أصبح مثيرا لدخول أندية جديدة للمنافسة على بطولة الدوري.. وأيضا لعدم حسم أمر البطولة حتى الدقائق الأخيرة للدوري !! •الجولة قبل الأخيرة أتت نتائجها كما كان متوقع لها.. ولم تحدث أي مفاجأة لتبق الأمور معلقة حتى نهاية مباراة الأهلي وزميله الشباب . •عطفا على المستوى .. وعلى نوعية اللاعبين الأجانب .. وعلى استقطاب لاعبين متميزين في فترة الانتقالات الشتوية.. وعلى اللياقة البدنية الهائلة.. وعلى المكر الكروي الذي لا تجيده إلا فرق قلة .. فالأهلي الآن هو الأحق ببطولة الدوري .. وهو يملك مدربا ماكرا من الطراز الممتاز .. ولاعبين اختزلوا سنوات من الخبرة والمكر الكروي حتى أصبح الفريق يحسب له ألف حساب .. ولا يراودني شك _ حسب المعطيات – أنه البطل المتوج .. فقد أصبح ( برشلونة ) السعودية !! • لكل الأهلاويين الذين كانوا يقولون : ( لو أن الروح تشترى كان شريناها للاعبينا ) .. الآن كيف عادت الروح للاعبي الأهلي .. أليست الإدارة هي من أحيت روح المنافسة والإخلاص والقتالية لدى اللاعبين ؟.. نعم إدارة النادي بما فيها إدارة الكرة هي من زرعت هذه الروح في لاعبي الأهلي .. بشخوصها وتحديدا رئيس النادي الأمير فهد بن خالد .. والمشرف العام الأستاذ طارق كيال !! نبضة : الطموح قد يتحول مع الأيام إلى نوم بلا أحلام .