الشيخ عبد الكريم الغامدي، مسؤول مشروع الزواج بمحافظة جدة، بدا متحفظا من زواج السعوديات من أجانب: «الكثيرات ممن تطلقن، يعانين من مشاكل جمة ناتجة عن تبعات الانفصال مثل حضانة الأبناء، والنفقة أو البقاء معلقات دون زواج أو طلاق». الغامدي ذكر قصة حدثت مع سيدة سعودية تقول إنها من عائلة معروفة، حيث تزوجت من بريطاني ذي أصل عربي، وباعتبار أن والدتها بريطانية كانت تعتقد أن ذلك سيساعدها على التأقلم مع طبيعة الحياة في الغرب. تقول السيدة السعودية إنها أنجبت طفلين حصلا على جنسية الأب، لكن والدها مرض، فأرادت العودة للمملكة من بريطانيا، ما أثار الخلاف بينها وزوجها، فاضطرت إلى الهروب للوطن طالبة الطلاق من المحاكم في المملكة التي رفضت الحكم في القضية لغياب الزوج ولكون عقد القران مبرما في بريطانيا، وتوقف صدور الحكم لرفض الزوج المقيم في لندن حضور الجلسات في السعودية لإصدار الطلاق، وأصبحت القضية معلقة منذ ذلك الوقت. الغامدي أضاف نموذجا آخر يتمثل في قصة المرأة التي تزوجت من كندي مسلم، وأنجبت منه طفلتين حيث عاشت مع زوجها في السعودية لكن حياتهما حسب قولها كانت مليئة بالمشاكل، وعندما فكرا بالانفصال واجهت السيدة السعودية الكثير من المتاعب عند لجوئها للمحاكم بالمملكة، لأنها متزوجة من أجنبي، ولكنها حصلت على الطلاق وحضانة الصغيرتين بعد صراع عنيف دام مدة عامين، في حين تركت المشكلة آثارا نفسية عميقة على ابنتيها، كما أن حرمانها من حضانة الابنتين بعد سنوات بات أمرا حتميا، لأن جنسيتهما كندية تبعاً لوالدهما، حيث ستعيشان معه حتى انتهاء مدة الحضانة عند بلوغهما السن القانونية (18 سنة). ولفت الغامدي إلى أن الكثير من الأبناء يعيشون في الخارج وهم في سن المراهقة فتيات وفتيان، فيصبحون فريسة سهلة للمخاطر، سائلا الله بأن يحفظهم من كل مكروه، ومحذرا في الوقت ذاته من الزواج المخالف للأنظمة القانونية والشرعية: «هناك فئة من الزيجات تتم من غير علم السلطات السعودية، ولا تتخذ فيها الفتاة أي خطوات تكفل لها ولأبنائها حقوق الحضانة وخلافها. ولكن عند بدء المشاكل بين الزوجين تظهر بشكل جلي عيوب هذا النوع من الزواج نتيجة اختلاف القوانين والتصورات والبيئات الثقافية ومتطلبات المعيشة المختلفة، ويسبب ذلك أوضاعا غير مرغوب فيها، ما يجعل السلطات السعودية تحتاط، أسوة بما هو قائم في كثير من الدول، وتضع الشروط الكبيرة والطويلة لاقتران السعودية بغير السعودي». ويعتبر مسؤول مشروع الزواج التأخير في إجراءات الموافقة والحصول على التصريح لزواج السعودية من أجنبي في السعودية فرصة جيدة لكي يراجع ذوو الفتاة أنفسهم أكثر من مرة، ولهذا ينبغي الاعتماد على الإجراءات الحكومية والقانونية بما يكفل للسعوديات حقوقهن كاملة.