** كم يحب الناس أولئك الذين تتدفق سمات السماحة من وجوههم وافواههم وقلوبهم كما تتدفق شلالات الماء من باطن الأرض. وكما تفوح روائح العطر من شفاه الورد. ان الانسان مفتاح شخصيته (السماحة) بها يمتلك مشاعر الناس وقلوبهم. ان السماحة خير ومحبة واشراقة في اللقاء والغياب. والإنسان (السمح) حتى عيوبه يغفرها الناس له. ورحم الله الامام الشافعي عندما قال في بيته الشهير: (يغطى بالسماحة كل عيب وكم عيب يغطيه السخاء) إن (السماحة) سلام داخلي تتخضب به نفس صاحبه وتتكحل به عيون من يتعامل معه إن السماحة لا تكلف الانسان شيئا من مال أو جهد أو عناء إن السماحة بأقل وأصدق تعريف كلمات عذبة تفيض من فم المتحدث وانها إشراقة على وجه صاحبها تريح من يلتقيه ويقابله وانها طيبة في القلب لا تثمر إلا خيرا ولا تزرع في قلوب الناس إلا ارتياحا بهية أنت ايتها السماحة ورائعون يا من تمتلكون مفاتيح السماحة ولكن أينك أيتها الغالية يا أعز مفقود ويا أجمل موجود * * * ** ومثلي له عذر ومثلك يعذر ** ما أجمل الاعتذار وما أبهى الاعتراف بالخطأ وما أنبل من يخطىء ويعتذر لقد روى لي صديق قصة اعتذار وقعت له تكشف عن نبل وشجاعة واعتراف جميل. يقول: أعجبني موقف لقريب لي رأيته يعتذر لصديق له اخطأ في حقه ذات مرة وأغلظ عليه بالقول ولكنه عندما راجع نفسه وجد انه كان في لحظة غضب فرأى أن يعتذر لصديقه فما كان منه الا ان اعتذر له وطلب منه مسامحته. إن الاعتذار موقف جميل وقادر على ان يغسل بشآبيب الاعتذار كل شوائب أخطائنا التي قد يلقاها الآخرون منا بقصد أو بدون قصد,! لكن من يمتلك شجاعة الاعتراف ومحمدة القدرة على الاعتذار؟ أحيانا تلعب في رؤوسنا كلمة أو معنى ليس له معنى في مثل هذه المواقف مثل قولنا (المسألة مسألة كرامة أو كيف أظهر ضعفي وما شابه ذلك). ان الكرامة الحقة تتألق مع مطر الاعتذار وان القوة الحقة هي في مسح آثار الخطأ اين نحن من قصة الحسن والحسين رضي الله عنهما عندما تغاضبا ذات مرة فسارع الحسن الى الحسين معتذرا ومبررا سبقه اليه بالاعتذار بأنه لم يرد ان يأخذ أجر التسامح او يبيتا ليلتهما وقد احتملا إثم الهجر؟ * * * نجوى: (اللهم اغفر ما مضى من الذنوب واستر ما خفي من العيوب وكفر عنا السيئات، وآمن منا الروعات، استر لنا العورات، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة يارب العالمين ويا أرحم الراحمين). حمد بن عبدالله القاضي