قد نتفق على أن جانبا من جوانب الشبكة العنكبوتية وتحديداً -وسائل التواصل الاجتماعي- لم يتعامل معه الكثيرون بحذر ومهارة فائقة لأسباب عديدة يبررها البعض بأن هذه النقلة التقنية المتلاحقة الخُطى بسرعة البرق لم يسبقها في كل أنحاء العالم أكاديمياً منذ الصغر ما يؤسس لها كخطوة علمية لاحقة قبل أن تكون ثقافة مجتمعية يتفاوت التنظير بشأنها، وهو موضوع يطول شرحه ولكن بما أن الأخطاء والتجاوزات بأنواعها تحدث في كل زمان ومكان، فمؤسف أن يكون للخفافيش دهاليز لا تليق إلاّ بمتحامل ومحتقن ومتربص ومتلون وجبان ارتضى لنفسه ألاّ يكون له حتى الاسم الحقيقي، ما دعاني لما ذكرته (موقف رجولي شهم لشاعر شعبي) يفيض إيجابية ومثالية تحتم على كل منصف الإشادة بشخصه الفاضل، حيث حسم إشكالية بين شاعرين ملء السمع والبصر في الساحة الشعبية قام مجهول بانتحال اسم أحدهما بكل وضاعة مؤسفة وهاجم الآخر نثراً وشعراً ملفقاً ومنسوباً للآخر زوراً وبهتاناً مما أزّم الموقف الذي حسمه بكل رقي الشاعر (محور حديثي هنا) بكل دور الشعر الراقي ومثالية الشاعر الحقيقي والإنسان المثالي السوي الذي هو مزيج من عقيدته وتربيته ومجتمعه قال تعالى لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ (114 سورة النساء). ولعل هذا الموقف يدعوني لأحث الإخوة الشعراء ونفسي بعدم الاندفاع للرد هكذا كيفما اتفق على كل ناعق ونابح مجهول سيئ الطوية ارتضى لنفسه وحل السلوك والنيل من الآخرين -من وراء قناع- وكما يقول المثل (العاقل من اتعظ بغيره By other,s fault wise men learn). ويقول الشاعر الطرماح: لَقَدْ زَادَنِي حُبّاً لِنَفْسيَ أَنَّني بَغِيضٌ إِلَى كُلِّ امْرئ غير طائِلِ وَأنِّي شَقِيٌّ باللِّئامِ وَلاَ تَرَى شَقِيّاً بِهِمْ إِلاَّ كَرِيمَ الشَّمَائِلِ إذَا ما رَآنِي قَطَّبَ الطَّرْفَ بَيْنَهُ وَبَيْنِي فِعْلَ الْعَارفِ الْمُتَجَاهِلِ مَلأْتُ عَلَيهِ الأرْض حَتَّى كَأَنَّهَا مِنَ الضِّيق فِي عَيْنَيْهِ كِفّة حَابِل وكذلك، فإن الشواهد من الشعر الشعبي الجزل لا تحصى التي تحث كل فَطِن ليميز حَسَن الطويّة من سيئها، ووفي الرجال من نقيضه.. وما إلى ذلك، يقول الشاعر محمد العبدالله القاضي المتوفى سنة 1284ه رحمه الله: الصمت به سر السعد من يناله؟! والهذر به شرٍ وشومٍ وغربال ولا خير في من لا يصدِّق مقاله بفعلٍ بحالاتٍ قصيرات وأطوال فالبل معلومٍ بالايدي عقاله والخيل تزلج بالشبيلي والاقفال إلى أن قال: وتكشف ضغاين غايته بالرساله أو لفظ مرسوله بعنوان ما قال ويبين لك فضل الرجل في مقاله إلى جَا جدالٍ فيه فضٍّ للاشكال فالصاحب الصافي تحمَّل خماله يلزمك وإلا الضِّد حِدَّه على الجال وقفة للشيخ راكان بن حثلين رحمه الله: الذم ما يهفي للأجواد ميزان والمدح ما يرفع ردي المشاحي