اطل علينا شهر كريم لطالما انتظرناه وهو شهر رمضان أفضل شهور العام على الإطلاق وأبارك للجميع بقدومه، وهو الذي يستقبله المسلمين في كل مكان بالدعاء وطلب المغفرة من البارئ عز وجل، فيه تجتمع الناس وتنبذ الخلافات الشخصية، وتسعى للصلح بين المتخاصمين، وليس هناك فرصة تسنح لمثل ذلك سوى في رمضان والعيدين الفطر والأضحى، لذا فأنني أجد أن استغلال قدوم هذا الشهر لتصفية النفوس والقضاء على الخلافات أمر مهم، ولعل الوسط الرياضي وهو كغيره من الأوساط تظهر فيه الخلافات سواء بين منسوبي الأندية المتنافسة أو بين منسوبي النادي أو مع وكلاء اللاعبين أو الصحفيين الرياضيين أو غير ذلك من الخلافات التي تصل لحد الشكوى وإشعال الفتنة في أمور من السهل حلها بالنقاش والجلوس على طاولة واحدة، وللأسف أن أكثر الأندية التي لا تنتهي المشاكل فيها يسعى لبقائها بعض الذين يريدون استمرارها، مع أنه من السهل حلها إذا صفت النفوس وقدمت المصالح، كما هو واقع الخلافات الوحداوية حول رئاسة أعضاء الشرف على سبيل المثال التي أخذت منحنى كبير يمكن حله إذا كان الهدف واحد لدى الجميع وهو خدمة نادي الوحدة وتقديم ما يفيد للمجتمع المكي، وهناك قضية الخلاف في الاتحاد مع كابتن الفريق محمد نور التي اختفت فيها الحكمة لدى المعنيين بالأمر، وربما وجد من يصب النار على الزيت فاشتعلت الخلافات بين الطرفين، ويمكن حلها لو كان القرار قوي داخل إدارة النادي دون تدخل إطراف اخرى ليست معنية بالأمر، وغيرها من القضايا الخلافية في الوسط الرياضي التي تحتاج إلى حلول، ولعل قدوم شهر رمضان فرصة للقضاء على جميع هذه الخلافات وتنقية أجواء لأندية مما يعتريها من هذه المشاكل التي لن تنتهي إذا لم تُحل في مهدها، فتركها تتفاقم سيجعلها تشتعل ويسمح بظهور قضايا أخرى لم تكن في البال، والمسئولية في الدرجة الأولى تقع على عاتق إدارات الأندية، لذا فإن المؤمل أن يكون هذا الشهر بما له من خاصية فرصة لجميع الأندية لحل جميع مشكلاتها وخلافاتها، والقرآن الكريم يحث على الإصلاح يقول تعالى {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114]. فهنيئاً لمن جعله الله من خيار الناس، الساعين في الإصلاح بينهم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.