من أبرز النقاد الذين تصدوا لنقد الشعر في المملكة العربية السعودية الدكتور عبدالله بن حامد الحامد، وله مجموعة من الكتب القيّمة ذات الأهمية القصوى في الرصد والاستقصاء والنقد، ومنها كتابه المهم « الشعر الحديث في المملكة العربية السعودية خلال نصف قرن 13451395ه». والكتاب يقع في أكثر من أربعمئة صفحة في طبعته الثانية الصادرة في عام1413ه/1993م، وفيه بذل المؤلف جهداً كبيراً جداً تمثل في الاطلاع على عشرات الدواوين التي صدرت في المدة المشار إليها، وتحليل نماذج منها، وبيان المؤثرات التي أحاطت بتجارب الشعراء، مع تذوق ممتاز للنصوص وبيان جيدها من رديئها، وبخاصة أن المؤلف شاعر وباحث. وثمة أسئلة يمكن أن تثار عند قراءة الكتاب، ومنها تحديد المدة المدروسة، ولماذا بدأ بتاريخ 1345ه؟، ولماذا انتهى عند عام 1395ه؟، وإذا كان من الممكن تسويغ تاريخ النهاية بنهاية حكم الملك فيصل رحمه الله وهي مرحلة ما قبل الطفرة الاقتصادية والاجتماعية، فإن البداية لا ترتبط بحدث سياسي أو ثقافي، وربما لو بدأ بعام 1344ه، وهو العام الذي صدر فيه كتاب « أدب الحجاز» لمحمد سرور الصبّان لكان أمراً مقبولاً، أو جعل البداية من تاريخ توحيد المملكة عام 1351ه كما يفعل عدد من الباحثين. وعند حديثه عن أوائل الدواوين السعودية صدوراً حصل بعض الخلل في التواريخ، فلقد أشار إلى أن ديوان «الهوى والشباب» لأحمد عبدالغفور عطّار صدر عام 1366ه، وديوان « البسمات الملونة» لحسن القرشي، و»الطلائع» لأحمد محمد جمال عام 1367ه، والصواب أن ديوان العطّار صدر عام 1365ه/1946م، ونشر حسين سرحان نقداً له في جريدة البلاد السعودية (شوال عام 1365ه). أما ديون البسمات والطلائع فقد صدرا في عام 1366ه/1947م. وأشار المؤلف إلى أن جريدة صوت الحجاز صدرت في عام 1351ه ثم تحولت إلى « البلاد»، والصواب أنها صدرت في عام 1350ه، ثم تحولت بعد الحرب العالمية الثانية عام 1365ه/1946م باسم جديد، وهو « البلاد السعودية». ومما يمكن استدراكه على الكتاب قول المؤلف في ص24 : « الكتاب صدر بعد مرور سنة على توحيد المملكة ..سنة 1343ه على يد الملك عبدالعزيز»، وواضح من السياق أنه يقصد ضم الحجاز، وليس توحيد المملكة؛ لأن إعلان توحيدها عام 1351ه. [email protected]