يفتتح اليوم في بغداد مؤتمر القمة العربية بعد تعثر عام كامل بسبب الأوضاع الأمنية وعدم اكتمال خروج قوات الاحتلال من العراق. اليوم تحتضن بغداد القادة العرب أو من يمثلهم في صورة تؤكد عودة العراق للعرب.. وعودة العرب للعراق في خطوة يأمل كثير من محبي العراق أن تمثل عودة حقيقية للعراق إلى الحضن العربي بعد أن اختطف من احتلالين، أمريكي مباشر وإيراني مستتر. اليومان اللذان سبقا بدء الافتتاح الرسمي للقمة أظهرا أن المسؤولين العراقيين قد أعدوا القمة وحرصوا على أن تكون ناجحة بكل المقاييس فالأوضاع الأمنية التي كانت تشكل هاجساً مقلقاً للوفود المشتركة أدت إلى تدني مستوى التمثيل، مرت الأيام الماضية دون حدوث ما يعكر ضيوف القمة، وبانتظار أن يمر اليوم بسلام يكون المسؤولون العراقيون قد تجاوزوا أهم عقبة كانت تحول دون عقد القمة. وأمس بحث وزراء الخارجية العرب ومن ناب عنهم جدول أعمال القمة الذي سيكون هذه المرة موجزاً ومختصراً ويتصدره ملفا سوريا وتبعات الربيع العربي، إضافة إلى الملفات التقليدية التي تحوي باقة الأزمات المزمنة، القضية الفلسطينية والصومال والإرهاب والإصلاحات المزمع تطبيقها في جامعة الدول العربية. وسوريا الحاضر الغائب عن القمة، إذ يغيب التمثيل السوري لتعليق مشاركة النظام السوري في أعمال جامعة الدول العربية من قبل وزراء الخارجية العرب في اجتماعات المجلس الوزاري بسبب انتهاكات النظام السوري وقتله للشعب السوري. ومع هذا فستكون سوريا حاضرة من خلال مداولات وزراء الخارجية أمس، وما سيبحثه القادة العرب اليوم ستكون سوريا حاضرة بقوة في البيان الختامي للقمة، إذ تشير التسريبات التي تناولت مشروع البيان الختامي من أن القادة العرب سيدينون مجزرة بابا عمرو، وينص القرار على إدانة القادة للانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في حق المدنيين السوريين واعتبار مجزرة بابا عمرو المقترفة من الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى إلى الجرائم الإنسانية وتتطلب مساءلة المسؤولين عن ارتكابها وعدم إفلاتهم من العقاب والتحذير من مغبة تكرار مثل هذه الجريمة في مناطق أخرى. أيضاً يدعم البيان الختامي البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي الذي رسم خطة تحرك موفد الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان وخاصة بالسماح الفوري لدخول منظمات الإغاثة العربية والدولية لإسعاف المواطنين المتضررين وتسهيل وصول المستلزمات إلى مستحقيها في أمان ودون عائق ونقل الجرحى والمصابين والسماح لوسائل الإعلام العربية والدولية بالوصول إلى جميع الأراضي السورية بحرية كاملة للوقوف على حقيقة الأوضاع والتأكيد على ضمان سلامة رجال الإعلام. وسيدعو القادة العرب المعارضة السورية بكل أطيافها توحيد صفوفها وإعداد مرئياتها من أجل الدخول في حوار جدي يقود إلى تحقيق الحياة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية التي يطالب بها الشعب السوري. وهكذا تكون القمة العربية قد تبنت كل المواقف العربية الداعمة للثورة السورية وهو ما سيعزز التحرك الدولي الذي يسعى لمعالجة الأزمة السورية ويحد كثيراً من التدخلات الروسية والإيرانية السلبية في الأزمة السورية.