لو ان ناديا او عدة اندية اعلنت افلاسها وقررت الانسحاب من الدوري بسبب امتناع لاعبيها عن التدريب ورفضهم المشاركة في احدى المباريات فما موقف اتحاد الكرة من ذلك؟ وكيف سيتصرف وهو المعني والمسئول عن توفير حقوق الاندية المالية؟ السيناريو نفسه قد يتكرر مع حكام مباريات دوري الدرجة الاولى والثانية والثالثة والفئات السنية في الدوري الممتاز ودوري المناطق, وهي المباريات التي تحضرها الجماهير مجانا وبدون تذاكر دخول, مما يعني ان هؤلاء الحكام سينتظرون سنوات لاستلام مستحقاتهم من الرئاسة العامة لرعاية الشباب .. كنا الى وقت قريب نتحدث عن اهمية المال في الارتقاء بالممارسة الرياضية وبناء الملاعب والمنشآت, اما اليوم فالوضع بات اسوأ واخطر من مسألة التطوير الى حيث تأمين الضروريات وابسط المتطلبات للاندية واللاعبين والمدربين والحكام , بلغ حد قطع ارزاق الناس والتلاعب بحقوقهم ولقمة عيشهم, واذا كانت صورتنا الرياضية قد شوهتها النتائج الكروية فان فضائحنا المالية ستضع سمعتنا ومكتسباتنا الوطنية ورياضتنا السعودية في خبر كان .. ماحدث في نادي نجران وماسوف يحدث قريبا في اكثر من نادي واتحاد يتطلب التدخل الحكومي العاجل لانقاذ الرياضة السعودية من انهيارات يصعب احتوائها, وازمات مالية خانقة لايجوز السكوت عليها وعدم الاهتمام بمخاطرها واثارها المدمرة, حذرنا منها كثيرا فيما مضى وهاهي اليوم ترسم لنا ملامح كوارث اخرى جديدة قادمة, لن تجدي معها الوعود الوهمية والمهدئات الوقتية والقرارات الهشة, بقدر ما تحتاج الى غربلة ادارية وتنظيمية واسعة ودعم مالي سنوي كبير ومستمر يشمل سائر الاندية وبحسب تصنيفها ليس في كرة القدم فحسب وانما في جميع الالعاب, وقبل ذلك تحتاج – وهنا مربط الفرس – الى تغيير النظرة السائدة والتعامل الرسمي مع قطاع الرياضة باعتباره جهازا حكوميا مهما يستحق الانفاق عليه بسخاء كما القطاعات الاخرى, او كما تفعل دول خليجية واسيوية عديدة.. البارحة عسى النصر فاز قلت ذات يوم ان من اسباب تدهور الكرة الحائلية هو ابتعاد الجبلين عن منافسة جاره وشقيقه وتؤمه الطائي لاكثر من 25 عاما, وهو ما انعكس كذلك سلبا على الطائي نفسه في السنوات الاخيرة, يسري ذلك على الكثير من المدن والاندية كبيرها وصغيرها, بيد ان الاثر البالغ على عموم الكرة السعودية وليس على العاصمة الرياض وحدها هو ما نراه ونلمسه فيما بين الهلال والنصر, نظرا لمعنى وقيمة وابعاد وقوة وشهرة التنافس بينهما, فبالرغم من كون الهلال الضلع الثابت والدائم في سباق المنافسة على البطولات المحلية, بل والاكثر حصولا عليها وبفارق كبير عن اقرب منافسيه الاتحاد, الا ان غياب النصر وزيادة اخفاقاته في ال 15 سنة الماضية جعل مواجهات الهلال والنصر والملقبة فيما مضى بقمة الكرة السعودية باهتة بلا طعم ولا رائحة ولا مردود فني وليس لها حتى تأثير جماهيري او تدخل مباشر في تقرير مصير البطولات.. في هذا السياق وفي صميم الاجواء التنافسية شبه الغائبة بينهما كان حريا بالامير الوليد بن بدر ان لايتراجع عن تصريحه الذي حدد فيه الفوز على الهلال شرطا لاستمراره مشرفا على الفريق, فهو في تقديري بداية مهمة ومطلوبة للخروج نوعا ما من الازمة والتخلص ولو نفسيا من العقدة وللاعتراف بان النصر لم يعد منافسا حقيقيا كما كان, وان الفوز على الهلال سيشكل دعما معنويا وفنيا قويا وايضا استقرار اداريا للفريق الاصفر في المرحلة المقبلة, واذا كان الامر كذلك فان المحايدين قبل النصراويين سيتمنون فوزه في لقاء البارحة.. النصر بتاريخه وتأثيره ونفوذه وحضوره اللافت اعلاميا وشرفيا وجماهيريا لانريده على الهامش يتفرج ويفرح ويحزن ويراهن ويربط مصيره وامال وطموحات جماهيره بما تفعله وتقدمه الفرق الاخرى امام الهلال, وليس من مصلحة الكرة السعودية وقوة واثارة الدوري فيها ان يكون احد اقطابها الكبار الرئيسين والمؤثرين غائبا تماما وعاجزا خلال سنوات غير قليلة عن احراز بطولة او على الاقل المنافسة عليها, وقبل ذلك عن ابراز موهبة او صناعة نجم عليه الكلام .. - تأجيل لقاء الرائد والاتفاق قبل يوم من موعده بسبب حجوزات الطيران ليس له تفسير او تبرير الا انه قرار فضيحة وفاجعة, وعنوان ومعيار لحجم الضياع والفوضى والتخبط في اجهزة ولجان وكوادراتحاد الكرة.. - التنافس المثير والجميل بين الشباب والاهلي على بطولة الدوري يجب ان لاتتجاوزه بعض الاقلام والتصريحات والتلميحات الى التشكيك والتجريح والطعن بالذمم .. - مبدأ التشاور والاستعانة باصحاب الخبرة يتنافى مع الأسس والنصوص القانونية, ودليل على ان اللجنة المكلفة باعداد لائحة انتخابات الجمعية العمومية لاتحاد الكرة ليست مؤهلة وغير قادرة على اداء مهامها الحساسة بالشكل الذي يؤسس بطريقة صحيحة للمرحلة الصعبة القادمة..