إن موقف روسيا والصين وهو أمر ينبغي معه على السياسي العربي أن يراجع موقفهما ودعمهما للسياسة السورية التي تريق الدم العربي السوري المعارض لنظام بشار الأسد. «فيتو» روسيا والصين لا يمكن أن يصادرا إرادة الشعب السوري، وجوقة الدول التي تساند النظام السوري تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل وإيران لتهديد الدول العربية، التي تسعى لإحلال السلام في بلادها، وأصبحت نوايا النظام السوري مكشوفة للمواطن العربي وأعتبر أن حديث بشار الأسد عن أية إصلاحات سياسية أو إعداد دستور جديد لا يعدو أن يكون فصلاً من فصول المراوغة خاصة بعد إعلانه اختياره الحسم الأمني وقمع المعارضين له، أياً كان الثمن ووفقاً لذلك فالأسد لا يرعوي في إهدار دم المواطنين السوريين بدم بارد، فالحياة الكريمة الحرة حق لكل إنسان سوري لا أن يصادرها «فيتو» كل من روسيا والصين أو أي دولة أخرى تمتلك حق «الفيتو». لقد أصبح قمع الثوار والأطفال والنساء أمراً مألوفاً. وسوريا ترزح اليوم تحت وطأة جنود النظام السوري في كافة المدن السورية فضلاً عن حصار بعض المدن وقطع الاتصالات والكهرباء عن معظم أحيائها، وأفادت لجان التنسيق المحلية أن جيش الأسد ماضٍ في توسيع عملياته في المدن السورية الأخرى. وأعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إحسان أوغلو في بيان مفاده «عن قلقه الشديد إزاء الوضع الإنساني المتردي للشعب السوري في الداخل وأوضاع اللاجئين في دول الجوار»، وطالب الأمين العام للمنظمة إعداد برنامج إنساني عاجل لمواجهة الأوضاع المتردية، مهيباً بالدول الأعضاء والمؤسسات المالية والإنسانية لتقديم المساعدات بكل أنواعها لإغاثة الشعب السوري الذي يواجه أزمة حادة. من جانبه وصف البيت البيض أن إعلان النظام السوري عن استفتاء حول مشروع الدستور أنه مثير للسخرية وسط القمع الذي ينفذه للاحتجاجات المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد. وقالت المعارضة السورية في تصريحات لها مفادها عثور الثوار على فوارغ أسلحة كيماوية وجرثومية استخدمها الأسد ضد المعارضين، وتستنكر دول العالم الوضع السوري والاستمرار في قمع المعارضين ويأبى الأسد حقن الدماء، فصور الأبرياء التي تعكس زيف الشعارات وهلامية القرارات وما «الفيتو» الصيني والروسي إلا أكبر دليل على تبلد الإحساس والتخاذل في الوقوف لوقف حمام الدم. لقد أعلن سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية (بأنه لا يجوز التهاون مع حجم التصعيد الخطير الذي تشهده سوريا في ظل خيبة الأمل من مجلس الأمن الدولي)، (وأن الدماء الزكية التي تراق كل يوم على أرض سوريا الحبيبة لا يمكن أن تذهب هدراً، وأن من يثبت تورطه في هذه الأفعال المشينة يجب أن تطوله يد العدالة الدولية ويعرض أمره على محكمة الجنايات الدولية). وفي مؤتمر تونس الذي شاركت فيه 70 دولة قال سعود الفيصل في خطابه الذي ألقاه في المؤتمر (... لم يعد هناك من سبيل للخروج من الأزمة إلا بانتقال السلطة طوعاً أو كرهاً).إن تدمير سوريا من قبل السفاحين الذين لا هم لهم إلا القتل والثراء والسؤال يطرح نفسه أين الجامعة العربية؟ وأين هيئة الأمم المتحدة؟ العرب اليوم يتغنون بالتضامن حتى أصبح هذا الشعار كموسيقى (الروك آند رول) الجميلة التي تطرب الأسماع وتثير البهجة والسرور يجب إنقاذ سوريا الحبيبة من بطش النظام السوري لإتاحة الفرصة لأن يعيش الشعب السوري بكافة شرائحه بسلام.