توفي البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر عن عمر يناهز ال89 عاماً أمس السبت بعد صراع مع المرض وأزمة صحية مزمنة استمرت عدة سنوات. وأعلن التلفزيون المصري الرسمي أمس نبأ الوفاة فيما أعلن المقر البابوي حالة الحداد لرحيل البابا واتخاذ إجراءات ومراسم الدفن التي ستبدأ عقب الانتهاء من الترتيبات الرسمية ووصول أساقفة وبطاركة الكنيسة والأبرشيات في بلاد المهجر. ونعت الكنيسة الأرذثوكية والمجمع المقدس البابا شنودة معبرة عن حزنها للشعب القبطي وللمصريين برحيل بطريرك من أعظم بطاركة الكنيسة فيما قدم حزب (الحرية والعدالة) الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر مساء أمس العزاء لأقباط مصر في وفاة البابا شنودة. وقال الحزب في بيان: (يتقدم حزب الحرية والعدالة بخالص العزاء للشعب المصري وللإخوة المسيحيين في وفاة البابا شنودة الثالث بعد رحلة طويلة من العطاء والتاريخ الوطني والإسهامات الكبيرة في مختلف المجالات الداخلية والخارجية). وكانت مصادر طبية قريبة منه قد كشفت مؤخرا أن البابا مصاب بسرطان الرئة وأن السرطان كان يزيد من آلام الفشل الكلوي بشدة بالإضافة إلى معاناة بآلام شديدة في العمود الفقري. وأكدت المصادر أن الأطباء الأمريكيين رفضوا أن يستمر هناك لأن جسده غير مستجيب للأدوية المعالجة لهذا المرض مما استدعى عودته بعد أسبوعين من العلاج بدلاً من بقائه لاستكمال العلاج لمدة 6 أشهر. البابا شنودة الثالث اسمه الحقيقي (نظير جيد روفائيل). ولد في أغسطس 1923وهو البابا رقم 117وكان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا. وكانت علاقته متوترة بالرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي أصدر في سبتمبر عام 1981 قراره بالتحفظ على 1531 من الشخصيات العامة المعارضة من بينها البابا شنودة وحدد إقامته في دير وادي النطرون. فيما كانت علاقته بالرئيس السابق حسني مبارك علاقة مستقرة رغم ما شهده عصر مبارك من حوادث طائفية عديدة بين المسلمين والمسيحيين حيث كان البابا شنودة في كل مرة يقابل هذه الأحداث إما بالصمت أو الاعتراض بالاعتزال في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.