تُنفذ وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حالياً برنامجاً للتوعية الفكرية في الدور النسائية بالجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة القصيم. ويشارك في تقديم محاضرات البرنامج الذي ينفذ لمدة فصل دراسي كامل في (152) داراً نسائية في جميع مدن ومحافظات وبعض مراكز منطقة القصيم، (304) من أصحاب الفضيلة من القضاة وأعضاء هيئة التدريس في جامعة القصيم والدعاة وبعض طلبة العلم، ومن أبرز عناوين المحاضرات: (دور المرأة في تنشئة الناشئة على الوسطية والاعتدال)، و(دور الأم في المحافظة على كيان الأسرة من الانحراف). وأوضح المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة القصيم سليمان بن علي الضالع: إن الأمن الفكري لكل مجتمع يهدف إلى الحفاظ على هويته.. ففي حياة كل مجتمع ثوابت تمثل القاعدة التي تربط بين أفراده وتحدد سلوكهم وتكيّف ردود أفعالهم تجاه الأحداث وتجعل للمجتمع استقلاله وتميُّزه وتضمن بقاءه في الأمم الأخرى، وهو يهدف أيضاً إلى حماية العقول من الغزو الفكري، والانحراف الثقافي، والتطرف الديني، بل الأمن الفكري يتعدى ذلك كله ليكون من الضروريات الأمنية لحماية المكتسبات والوقوف بحزم ضد كل ما يؤدي إلى الإخلال بالأمن الوطني، فالرصاصة الواحدة عادة تقتل شخصاً واحداً ولكن الكلمة الواحدة تقتل جيلاً كاملاً، فالغزو الفكري هو مجموعة من المصطلحات للاستيلاء على عقول المتلقين والتأثير عليهم، وهو أخطر من الغزو العسكري، والأمن الفكري هو الحفاظ على العقول وحماية وتحصين الثقافة والهوية والحفاظ على العقل من التأثير والاختراق من الخارج، والتوعية الفكرية مسؤولية الجميع. وواصل القول: إن الأهداف العامة للبرنامج تتمحور في: بيان دور العقيدة الصحيحة والاعتصام بها في تعزيز تأمين الأمن الفكري والنفسي لدى الأولاد، وبيان سماحة الإسلام ودعوته إلى الوسطية والاعتدال وتحصين الأولاد من الوقوع فيما يخالف ذلك، وتعزيز السلوك الأمني الصحيح لدى أفراد الأسرة وبيان قيمة المحافظة على أمن الوطن وصيانته من عبث العابثين، وتأكيد دور الأسرة في رعاية أولادها وحفظ أفكارهم وحماية عقولهم من الانجراف وراء الأفكار الضالة وتقوية ارتباطهم بالأخلاق الإسلامية التي من لوازمها الولاء لله ثم لولاة أمر هذا الوطن. وتتمثل الأهداف الخاصة للبرنامج في تفعيل دور الأسرة في تنمية الوعي بحب الوطن في نفوس الأولاد والتضحية لحمياته والحفاظ على مكتسباته ومقدراته، وتقديم ثقافة تربوية للأسرة حول طرق المحافظة على الأولاد من الانحراف والوقوع في حبائل الفكر الضال وتنمية الوعي بمخططاتهم، ومساهمة الأسرة بالجهود التي تبذلها الجهات المعنية بحماية أمن البلاد والقضاء على الإرهاب وكشف مخططاته وإبراز الدور الذي يقوم به رجال الأمن في هذا الشأن، وتربية الأولاد على نبذ الإرهاب بشتى أنواعه (الفكري - السلوكي - الجسدي). وأضاف أن من الأهداف تنمية أهمية الوطن لدى الأولاد وبيان أنه من النعم العظيمة التي يجب المحافظة عليها، وإطلاع الأمهات على دور الجهات الأمنية في حماية الوطن ومكتسباته الحضارية من أيدي العابثين وإبراز جهودها، ونشر ثقافة تعزيز المناعة الفكرية لدى المهتمين بشأن الأسرة وبناء المناعة الفكرية لدى الأولاد، والمساهمة في تقديم وسائل تُعين الأسرة على تعزيز الأمن الفكري لدى أبنائها، وكيفية مساعدة الأسرة في التعامل مع الانحراف الفكري لدى الأبناء، ورسم الخطوط العريضة للمعوقات التي تواجه الأسرة لتعزيز الأمن الفكري وسبل التغلب عليها.