لم يعد خافياً على أحد، تدخلات إيران السافرة في الشؤون الداخلية للدول، وخروقاتها المتكررة للنسيج العربي؛ من أجل تحقيق المشروع الفارسي، والهيمنة على المنطقة -من خلال- التآمر على أمنها الوطني، وبث الفرقة الطائفية بين مواطنيها، وترويج برامجها -عبر- أدوات سياستها الخارجية. -قبل أيام-، كشفت -صحيفة- الشرق، عن تقرير قالت عنه: «استخباراتي يمني»، يحتوي على معلومات تفيد بوجود مخطط إيراني توسعي في اليمن، يهدف إلى السيطرة على الساحة السياسية، -من خلال- إنشاء أحزاب موالية لطهران، وتمويل جماعات، ونخب ثقافية، وسياسية، ومنابر إعلامية؛ للعب دور سياسي، يتبنى الرؤية الإيرانية -تجاه- الأحداث في المنطقة. وأوضح التقرير: أن إيران، وعبر عناصر تابعة لها من يمنيين، ولبنانيين يتبعون حزب الله، وسوريين، وإيرانيين في أوروبا، يعملون على تجنيد، واستقطاب قوى، وعناصر سياسية، وإعلامية بصورة حثيثة داخل اليمن، وخارجه من الطلاب المبتعثين للدراسات العليا، والعناصر المعارضة في الخارج. كما بيّن التقرير: خطورة المخطط الإيراني، الذي يهدد بإشعال حرب طائفية في اليمن، في حال تدخلت قوى أخرى في المنطقة بنفس الوتيرة، -خصوصا- أن الدور الإيراني لا يُخفي الوجه الطائفي لتحركاته. كما كشف التقرير: عن اختراق إيراني لساحات الاعتصامات في صنعاء، وتعز، ومأرب، والحديدة، وعدن. وتوجيه تظاهرات، كادت تتسبب -في أوقات كثيرة- بنسف مداولات التسوية السياسية، التي أنجزت -مؤخراً- في الرياض -بعد مخاض عسير-. تأمل على سبيل المثال: كيف أن الورقة الحوثية، ليست -سوى- أداة في يد الإيرانيين، وأنهم جزء من حرب إقليمية، -باعتبار- أن اليمن امتداد لمشروع إيران الإقليمي؛ طمعاً في دور مؤثر في المنطقة، وتنفيذ مخططها الكبير، والتأثير على معادلة القوى المطلّة على ساحل البحر الأحمر. -ولذا- لا غرابة أن تسعى إيران في تأجيج الصراع في صعدة، -من خلال- دعم الحوثيين -لوجستياً وبشرياً-، وبإشراف من الحرس الثوري الإيراني، وخبراء من عناصر حزب الله اللبناني، كل ذلك؛ من أجل إقامة دولتين، إحداهما: في الشمال، تكون تحت سيطرة الحوثيين. والثانية: في الجنوب، تكون تحت سيطرة الانفصاليين، بقيادة «علي سالم البيض»، الذي صرح بأنه مستعد؛ لتلقي أي دعم من إيران لمشروعه، الذي يطلق عليه: «فك الارتباط بين الشمال، والجنوب». هذا التنسيق الذكي، للدور الذي يقوم به أطراف المنظومة السياسية الإيرانية، هو ما يجعلنا نفهم مغزى -تصريح- محمود حسن زاده -سفير إيران بصنعاء-، عندما قال -ذات مرة-: «إن إيران تنطلق من التاريخ، ومعرفة الجغرافيا، وفقاً لمصالحها الأمنية، والاقتصادية، وليس وفقاً لرؤية قاصرة، لما يدور من أحداث في صعدة مثلاً،.. والقضية بالنسبة لإيران مصيرية». مما يؤكد: أن التدخل الإيراني، لا يحقق المعادلة المطلوبة على الساحة اليمنية، بل يزيد في إضعاف كينونتها. وللتدليل على ما سبق، تشرح -الكاتبة اليمنية- فاطمة أحمد، تفاصيل خطة: «يمن خوش هال»، على سبيل المثال، وهي: خطة أعدها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. ومعناها: اليمن السعيد بالفارسية، وتتضمن تدريب الحوثيين على العبوات الناسفة، والتحريك الجماهيري، وشراء الولاء القبلي، والانفتاح على الحراك الانفصالي في المحافظات الجنوبية، وربطها بالمسار الحوثي، -هذا- علاوة على معسكرات؛ لتدريب المتمردين في إريتريا، حيث يتمركز الفيلق الإيراني في منطقة «دنقللو»، وإمدادهم بالسلاح -عبر- ميناء عصب الإريتري.. حيث سهولة الحركة من هذا الميناء إلى ميناء ميدي اليمني، إذ لا يفصلهما -سوى- كيلو مترات قليلة، -وبعدها- يتم تفريغ ما بداخل السفن في قوارب صغيرة، يتم تخزين ما بها من أسلحة، ومتفجرات في مزارع، وأماكن قريبة من الميناء، ثم يقوم الحوثيون بنقلها إلى مناطق متعددة بصعدة، وحرف سفيان، وهما من مناطق تمركزهم.