رفع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان باسمه ونيابة عن أهالي المنطقة كافة أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بمناسبة تدشين المرحلة الأولى من مشروع إسكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز التنموي بجازان. وقال سموه في تصريح صحفي عقب حفل الافتتاح: «لقد تشرفت بافتتاح المرحلة الأولى من هذا المشروع العملاق نيابة عن خادم الحرمين الشريفين وتدشين أعمال مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي عبر هذا المشروع الذي يعد قفزة نوعية متميزة بما يضمه من وحدات سكنية متطورة وعصرية ومرافق متكاملة وحديثة». وأبرز سموه الفرحة الغامرة للأهالي المستفيدين من هذه المشروعات العملاقة ودعاءهم الصادق والمخلص لخادم الحرمين الشريفين، مشيراً إلى تقدير الجميع للقائمين على إنجاز هذا المشروع. ودعا سمو الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز المستفيدين من مشروع إسكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز التنموي إلى الاهتمام بهذه الوحدات السكنية والعناية بأبنائهم لتكون هذه البيئة المثالية عونا في نشأة مثالية للأجيال ليكونوا أعضاء فاعلين لخدمة دينهم ووطنهم. وكان أمير جازان قد دشن عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء أمس المرحلة الأولى من مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز للإسكان التنموي بجازان الذي تشرف على تنفيذه مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي. وفور وصوله سمو مقر الإسكان بموقع الحصمة التابع لمحافظة أحد المسارحة قام سموه بقص الشريط إيذاناً بافتتاح المرحلة الأولى من المشروع. ثم افتتح سموه جامع الملك عبدالعزيز الذي يتسع لأكثر من «1500» مصل وتتوافر به مجمل الخدمات من فرش وتكييف ومرافق خدمية مساندة. عقب ذلك قام سمو أمير منطقة جازان بجولة تفقدية على إحدى الوحدات السكنية النموذجية حيث اطلع على ما تضمه من غرف للاستقبال والنوم المؤثثة بالكامل والمرافق الخدمية الأخرى التي تم تهيئتها لسكن المستفيدين. ثم افتتح سموه مدرسة الأميرة فهدة بنت العاصي الشريم بمقر إسكان الحصمة وتجول على أقسام المدرسة التي تم بناؤها وتجهزيها وفق أحدث المواصفات التعليمية. واطلع سموه على معرض مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للإسكان التنموي الذي يضم عروضا ومجسمات ولوحات عن المشروعات الذي تنفذه المؤسسة بمختلف مناطق المملكة. بعد ذلك قام سموه بجولة ميدانية تفقد خلالها مشروع الإسكان بالحصمة واطلع على مجمل الوحدات السكنية بالمشروع والخدمات والمرافق التي يشتمل عليها. بعدها توجه سمو أمير منطقة جازان لمشروع إسكان روان بمحافظة العارضة، وتجول في أجزاء المشروع، واطلع على ما يضمه من وحدات سكنية وخدمات أساسية وبنية متكاملة. بعدها افتتح سموه الوحدة السكنية النموذجية وجامع الملك عبدالله بن عبدالعزيز. بعد ذلك شرف سموه الحفل الذي أقيم بمقر إسكان روان الذي بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم شاهد سموه والحضور فيلماً بعنوان «رؤية ملك». كلمة العثيمين بعد ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الاجتماعية المشرف العام على المشروع الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين كلمة قال فيها «كلنا يتذكر تلك الزيارة الملكية المشهودة قبل عامين لمنطقة جازان عندما حل خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، بها مهنئاً القوات المسلحة السعودية على نصريها، وكان إنجازاً عسكرياً، واليوم نشهد إنجازاً تنموياً». وأضاف أن في تلك الزيارة أمرا بإنشاء مشروعات سكنية متكاملة الخدمات والمرافق للأسر السعودية النازحة التي تأثرت بتلك الأحداث، وكان توجيهه لنا واضحاً ومحدداً بأن يكون المشروع عاجلاً، وأن يكون في مامن، ومتكامل الخدمات، وأمر أن يؤثث كل بيت بما يحتاج إليه من الفرش والأجهزة الضرورية وكل ما ييسر معيشة الأسرة النازحة، مشيراً إلى أنه -رعاه الله- قال شعبي في عيني، وما أنا إلا خادم للشعب السعودي. وأكمل: وها نحن اليوم نسعد ونتشرف بأن نرى توجيهات الملك قد تنفذت وأصبحت واقعاً على الأرض بتوفيق من الله، ثم بتوجيهات مليكنا، وعزم الرجال الذين بذلوا كل جهد ممكن، بالتعاون مع كافة قطاعات الدولة ليظهر هذا المشروع بهذه الصورة المشرفة. وأضاف، تغمرنا السعادة، وتملأ نفوسنا الغبطة ونحن نرى إخواننا النازحين يحظون بنقلة نوعية تنموية حضارية في حياتهم، ليجدوا أمامهم ضواحي سكنية متكاملة المرافق والخدمات من المساجد، والمدارس، ومراكز الرعاية الصحية، والماء، والكهرباء، والصرف الصحي، والهاتف، ويجدوا أمامهم منازل حديث عصرية بنيت بأحدث المواصفات، ومفروشة ومجهزة ومؤثثة بكل ما يحتاجه الأسرة النازحة. وأشار معاليه إلى أن المشروع في مرحلته الأولى يتكون من ألفي وحدة سكنية من أصل «6000» وحدة سيتم تسليمها تباعاً خلال هذا العام وبتكلفة ستة مليارات ريال. كلمة د. العرجاني بعد ذلك ألقى الأمين العام لمؤسسة الملك عبدالله لوالديه للإسكان التنموي الدكتور أحمد بن حسن العرجاني كلمة أكد فيها إلى جهود خادم الحرمين الشريفين من خلال المؤسسة التي يستشعر فيها الجميع مسؤوليتهم. وبيّن أن تكليف الأمانة العامة للمؤسسة من رئيس المؤسسة وراسم أهدافها خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- للقيام بمهام التخطيط والتصميم والإشراف لهذا المشروع العملاق كان شرفاً كبيراً وتجربةً فريدةً من نوعها في تاريخ المؤسسة مثلت تحدياً وفرصةً في نفس الوقت، مشدداً على أن توجيهات المليك المفدى الحانية وثقته السامية كان لها الأثر الكبير في جعل الجميع في الأمانة يستشعرُون المسؤولية ويدركون أهمية سرعة وجودة تنفيذ هذا المشروع التنموي رافعاً باسمه ومنسوبي الأمانة العامة أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين لثقته السامية. وبيّن الدكتور العرجاني أن مشروع إسكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز التنموي، يتكون من ستة آلاف وحدة سكنية مصنفة حسب حجم الأسر المستفيدة إلى عدة فئات، جُهز منها ما يزيدُ على ألفي وحدة سكنية، لتصبح قابلة للاستخدام عند استكمال أعمال التأثيث الجارية حالياً، مؤكداً أن هذا المشروع يمثل نقلة حضارية وعمرانية في المنطقة فقد تم التخطيط له وتنفيذه بطريقة تكاملية؛ حيث يتوافر به جميع المرافق الخدمية الدينية والتعليمية والصحية والبنى التحتية من طرق وأرصفة وإنارة وشبكات مياه الشرب والري والصرف الصحي ومحطات المعالجة والخزانات الاحتياطية وشبكات التغذية بالطاقة الكهربائية وغيرها من الخدمات الضرورية. وأفاد أن المشروع يتوافرُ به محاور حركة مرورية ملائمة لحجم الكثافة السكانية في كل موقع ومرتبطة بالطرق الرئيسة لتسهل حركة الدخول والخروج من وإلى المواقع المختلفة، كما حُدّدت أعدادُ ومواقعُ المباني الخدمية كالمساجد والمدارس وغيرها بناءً على معايير (مسافات المشي) المقبولة والمتعارف عليها عالمياً ليسهُل الوصولُ إلى كل مرفق دون الحاجة لاستخدام أدوات النقل. ولفت أمين عام المؤسسة النظر إلى استخدام مواد وتجهيزات مُرشدة واقتصادية في المشروع دون المساس بمستوى الجودة أو الاحتياطات اللازمة لراحة وأمن وسلامة الساكنين إلى جانب تصميم جميع النماذج المعمارية على أساس ميولي لتمكن المقاولين من استخدام أكثر من نظام إنشائي خلال التنفيذ، رغبةً من المؤسسة في تسريع أعمال الهيكل الإنشائي التي تمثل العنصر الأهم في العملية التنفيذية فضلا عن بناء هيكل إداري مكتمل للإشراف بكافة التخصصات المعمارية والهندسية والفنية، مشيرا إلى توفر البيئة الاجتماعية المناسبة في المواقع الخمسة للمشروع، حيث صُمّمت الوحدات السكنية على ضوء المعلومات الخاصة بالمستفيدين من كل موقع، لتصبح الأرض والوحدةُ السكنية أكثر ملاءمة لحجم الأسرة وتكوينها مع توفير أقصي درجات الخصوصية لها، وتمكينها من التوسع المستقبلي بسهولة عند الحاجة. وأوضح الدكتور العرجاني عناية المؤسسة بالجوانب التنموية والاقتصادية التي يمكنُ أن يحققها المشروعُ لأبناء وبنات المنطقة، حيث تم التنسيقُ مع مكتب العمل بالمنطقة لتوظيف أكثر من «1500» شاب في مجالات إدارية وأمنية وفنية، فيما أُوكل جزءٌ كبيرٌ من أعمال التصميم والتنفيذ الخاص بتأثيث الوحدات السكنية الذي يتلاءمُ وطبيعة المرأة لفتيات سعوديات من المنطقة بعد أن تم تدريبهن من خلال برامج تنموية أعدتها ورعتها المؤسسةُ بالتضامن مع بعض شركات الأثاث المنزلي المناط بها تأثيث المشروع، كما تم تمكينُ عدد كبير من المقاولين والمصانع وموردي مواد البناء في المنطقة من العمل في المشروع، وتم إنشاء مصنع للوحدات الخراسانية مسبقة الصنع الذي يعتبرُ الأول من نوعه في المنطقة. عقب ذلك شاهد سموه فيلماً عن مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي يحكي مراحل إنشاء المؤسسة وبرامجها التي شملت برامج الإسكان العاجلة في بعض القرى والهجر وبرامج المدن المتوسطة وبرامج تطوير المواقع العشوائية وبرنامج إسكان جازان حيث يبلغ إجمالي الوحدات المنفذة من قبل المؤسسة بنهاية العام الحالي 8200 وحدة سكنية. كلمة الأهالي بعدها ألقى الدكتور محمد الحارثي كلمة الأهالي أعربوا خلالها عن شكرهم وامتنانهم لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على هذا المشروع العملاق الذي يؤكد اهتمامه الدائم -أيده الله- بأبنائه المواطنين، ثم شاهد الحضور مشاركة لأطفال الأسر المستفيدة. بعد ذلك قام سمو أمير منطقة جازان بالتدشين الآلي للمرحلة الأولى من مشروع إسكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز التنموي بجازان في مواقع السهي والخارش ورمادا وروان والحصمة ليقوم بعدها سموه بتسلم ممثلي الأهالي قوائم المستفيدين من المشروع. وفي ختام الحفل كرم سموه الإدارات والجهات المتعاونة في إنجاز المشروع، فيما تسلم سموه هدية بهذه المناسبة.