قال علماء إن هناك بعض من صغار الطيور تحذر والديها من خلال بصق مادة برتقالية اللون يعرف والداها من رائحتها أن شيئا ما ليس على ما يرام ما يجعلهما يتصرفان بشكل أكثر حذرا. وحسب الباحثين تحت إشراف ديسيدا باريو من معهد «سي اس أي سي ايزا» للأبحاث في مدينة ألميرا الإسبانية في دراستهم التي تنشر اليوم في مجلة «بايولوجي ليترس» البريطانية فإن كتاكيت ما يعرف بطائر الخضيري الذي يعيش في الكهوف في مناطق جنوب وجنوب شرق أوروبا وكذلك شمال إفريقيا تبصق سائلا برتقاليا عندما تشعر بشيء مزعج في أعشاشها. ورجح الباحثون أن يكون لهذه المادة تأثير منفر على أعداء هذا الطائر وقالوا إنهم سيدرسون ذلك في أبحاث تالية ولكنهم أكدوا أنهم أثبتوا بالفعل أن هذا البصاق يلعب دور رسالة تحذيرية للوالدين. وقام الباحثون خلال التجارب بمسح تسعة من الأعشاش من داخلها بطبقة بسمك واحد ميلمتر من هذه المادة، في كل من هذه الأعشاش كتكوت لا يزيد عمره عن عشرة أيام، ثم صوروا سلوك والدي هذه الطيور قبل وضع هذه المادة وبعدها وحللوا هذا السلوك فوجدوا أن هذه الطيور أصبحت تقصد أعشاشها التي تنبعث منها رائحة هذه المادة التي تقيئتها الكتاكيت بشكل أكثر ترددا وأصبحت أكثر حذرا في تزويد صغارها بحاجتها من الطعام في حين لم يظهر تأثير مشابه لهذا التأثير عندما وضع الباحثون سائلا من رائحة الليمون. ورأى الباحثون في نتائج دراستهم دليلا آخر على أن حاسة الشم تلعب دورا كبيرا لدى الطيور وقالوا إن «رائحة الخوف» معروفة عن الكثير من أنواع الحيوانات وعن البشر الذين يتصببون عرقا عندما يشعرون بالخطر كإشارة هامة على هذا الخطر المحدق بهم. ولا يقتصر استخدام هذه الإشارة على الحيوانات الثديية حيث قال العلماء إن هناك حشرات تتعمد إفراز مواد معينة عند إحساسها بالخطر. كما يعرف العلماء عن الطيور المنقضة أنها تدافع عن نفسها أمام الطيور التي تحاول اغتصاب أعشاشها من خلال بصق مادة زيتية من معدتها.