عندما قدم رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم استقالة جماعية بعد الفشل (الذريع) لمنتخبنا الأول في البلوغ للتصفيات النهائية المؤهلة لمونديال البرازيل (2014 م) عزا البعض ذلك إلى أن الاستقالة بداية تصحيحية لمسار كرتنا التي فقدت مؤخراً بريقها ومنافستها القوية في المحافل الرياضية حتى أصبح تحقيقنا للإنجازات من الأشياء صعبة المنال، فبعد أن كان منتخبنا من المنتخبات التي يشار لها بالبنان وكان وصولنا إلى المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية من الأشياء المسلم بها عطفاً على ما كنا عليه من مستوى وما حققناه من إنجازات أصبح مع الأسف الشديد عملية تجاوزنا للتصفيات الأولية المؤهلة إلى كأس العالم التي خرجنا منها (هذه المرة) بخفي حنين من الأشياء الصعبة؟!!.. مما يعني أن كرتنا أخذت في الانحدار الخطير على طريقة المثل الشعبي (العام يمشي وها لسنة يحبي) وهو -طبعاً- كناية عن (الضعف في من تنتظر منه القوة) وبدلاً من أن نتقدم إلى الإمام ونقارع أعتى المنتخبات عطفاً على ما بلغناه من مرحلة طويلة في تطبيقنا لنظام الاحتراف الذي كان من المفترض أن نجني ثماره يانعة، ولكن هذا قدرنا وليس العيب أن نخطئ، ولكن العيب أن نستمر في الخطأ ولعل استقالة الاتحاد تكون بالفعل الخطوة الأولى في منظومة التصحيح التي لن تكون سهلة ولكنها ليست بمستحيلة متى ما كنا صادقين في ذلك، مبتعدين عن كيل الاتهامات بعضنا لبعض ونعمل كالفريق الواحد كلا حسب إمكاناته ونبتعد عن كثرة الكلام الذي لا يقدم، بل قد يساهم في تأخرنا ونستفيد أيضاً من أخطائنا السابقة.من هنا فإنني أود أن أدلي بدلوي في عملية تشكيل الاتحاد الجديد الذي سيتم حسب ما جاء في بيان استقالة الاتحاد عن طريق الانتخابات التي ستتولاها الجمعية العمومية للاتحاد التي سيتم تشكيلها قريباً؛ إذ إننا نتطلع إلى وضع معايير تكون على مستوى من الجودة يجب توافرها فيمن يرغب التقدم إلى عضوية الاتحاد، بحيث يستفيد أعضاء هذه الجمعية من التجربة الأولى لتشكيل الاتحاد السعودي لكرة القدم (المستقيل) الذي اختير نصف أعضائه عن طريق الانتخابات، التي في اعتقادي لم تكن دقيقة، بحيث لا يصل إلى عضوية الاتحاد ألا الأفضل، حيث لاحظنا أن هناك أشخاصاً فازوا في تلك الانتخابات، مع احترامي الشديد لهم جميعاً، لم يكونوا الأفضل من غيرهم ممن لم يحالفهم الحظ بالفوز.. وأعتقد جازماً أن العلة في ذلك كانت في المعاييرلتي وضعت للسماح للتقديم للعضوية.. ولهذا فإنني أتمنى أن تستفيد الجمعية العمومية من ذلك، بحيث لا يتقدم لعضوية الاتحاد إلا من يحمل مؤهلاً علمياً جيداً لا يقل بأي حال من الأحوال عن الشهادة الجامعية لأننا نلحظ أن هناك أعضاء في مجالس الأندية من لا يحمل ألا الثانوية العامة أو ما يعادلها، وهذا طبعاً شيء غير مقبول أن نراه بين أعضاء أكبر منظومة كروية محلية، يفترض أن يكون أعضاؤها على قدر من العلم والخبرة؛ لأننا سنراهم يمثلوننا في محافل رياضية خارجية، بل إننا نتطلع أن يتم اختيار بعضهم في عضوية لجان بعض الاتحادات، هذا إضافة إلى أن يكون المتقدم على قدر من الثقافة والخبرة الكروية المقبولة، بحيث يكون ممن له علاقة جيدة بكرة القدم؛ سواء كان إدارياً أو لاعباً سابقاً أو حكماً أو إعلامياً، ولا يختزل التقديم على إداريي الأندية فقط لأن هناك من الكفاءات الجيدة والبعيدة عن العمل في الأندية من هم أفضل من بعض الموجودين في أنديتنا، كما أمل ألا يجمع الشخص بين عضوية الاتحاد والعمل في الأندية حتى نبتعد عن أي تأويلات؛ لأننا عانينا من ذلك الشيء الكثير، والله من وراء القصد.