يعتبر الفرق بين القائد والمدير من الموضوعات المطروحة في مجال القيادة الإدارية على نطاق واسع. ولا يمكن لأي كتاب أو دورة تدريبية عن القيادة الإدارية إلا أن تجد فيه مقارنة بين صفات هذين الرجلين وأسلوب كل واحد منهما عند ممارسته للعملية الإدارية. وحيث إن الموضوع مثير للموظفين والمديرين على حد سواء فقد أخذ نصيبا وافرا من البحث والدراسة بالرغم من أن الموضوع على أهميته لا يخلو من المبالغة والتهويل أحيانا. ومن المفارقات في هذا المجال أن نجد معظم المنظرين لهذا الموضوع لا يمكن أن يكونوا في خانة القادة الإداريين. ولتوضيح الفرق بين القائد والمدير بطريقة سهلة نجد أن القائد الإداري تتوفر فيه الصفات القيادية من الناحية الوراثية بمعنى أن هذه الصفات هي صفات فطرية فيه وليست مكتسبة. أما المدير الإداري وبكل بساطة فإنه لا تتوفر فيه الصفات القيادية الفطرية أصلا ولا يمكن أن يكون قائدا إلا بقوة النظام أو السلطة. كما أن السلطة لا يمكن أن تمنحه جميع صفات القائد لأنه فاقد لهذا الشيء ولا يمكن أن تعطيه ما لم يكن متوفر فيه من النواحي النفسية والجسمية والتنظيمية. وهناك مقولة يحسن أن نوردها في هذا المجال تبين الفرق بين هذين النمطين وهي: «فريق من أرانب يقوده أسد خير من فريق من الأسود يقوده أرنب». إن القائد الإداري على اختلاف أنماطه يتمتع بشخصية قوية وجذابة وله تأثير واضح على سلوك وأداء الموظفين. ويمتلك قدرات ومهارات عالية تدفعه إلى الرغبة في التغيير والتطوير والإبداع ولديه طموح يدفعه إلى تحدي الصعاب وتحقيق الأهداف التنظيمية المرسومة. والقائد الإداري لا يخضع للظروف الراهنة أو التقوقع في بوتقة ثابتة فهو يتحرك في جميع الاتجاهات من أجل تحقيق الذات والوصول إلى أفضل النتائج والغايات. كما أنه يهتم بتحديد الإستراتيجيات ورسم السياسات ووضع الخطط والبرامج والعمل على تنفيذها. وتجدر الإشارة إلى أن القائد الإداري يتعامل مع الموظفين باحترام وتقدير ولا يتردد في نسب نجاحه إلى فريق العمل الذي يقوده. كما أنه فخور بموظفيه ويفوضهم ويستشيرهم في الأمور الهامة ويشركهم في عملية اتخاذ القرارات ويحاول تحقيق طلباتهم ورغباتهم المشروعة ما استطاع إلى ذلك سبيلا. بالإضافة إلى ذلك فإنه يطالب موظفيه بالمبادرة بطرح الأفكار والمقترحات ويشكرهم عليها ويقوم بدراستها وأخذ المفيد منها إذا كان ذلك يؤدي إلى إحداث نقلة نوعية في الأداء. ومن صفات القائد الإداري أنه حازم بدون عنف ومتابع بدون مضايقة وحليم بدون تهاون. أما المدير الإداري فهو مدير تقليدي لا يحب التغيير أو التطوير. ولا تتوفر لديه خطة واضحة للعمل فهو ينتظر توجيهات رؤسائه ثم يقوم بتنفيذها. وبالتالي فهو مدير يدار ولا يدير. إن المدير الإداري لا يستشير فريق العمل معه أو يشركهم في عملية اتخاذ القرارات ولا يسعى لتحقيق طلباتهم حتى وإن كانت مشروعة. وبالمقابل فإنه يهتم بمصالحه الشخصية والتنظيمية أكثر من اهتمامه بتحقيق الأهداف التنظيمية. وفي الغالب نرى أن صفات المدير الإداري تتقاطع مع صفات القائد الإداري حيث إن المدير الإداري ليس له تأثير فاعل في العملية الإدارية وليس له تأثير قوي على العاملين فيها أيضا. فهو كمن يقوم بدور مسير الأعمال دون إحداث تغييرات جوهرية في بيئة العمل تؤدي في النهاية إلى التطوير المنشود في الإجراءات والأساليب. وبالتالي فإنه يتحرك ليس إلى الخلف بل في أحسن الأحوال «مكانك راوح» كما يقول إخواننا العسكريون. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة [email protected]