والحرفُ فرَّ من اليَراع مُنَدِّداً ترنو إلى ربِّ السماء وصوتُها يستصرخ الحجر الأصمَّ تجلُّدا وحشيةُ الشهوات تأكلُ لحمَها حقداً وذئباً هاجَ، ماجَ، وأزْبدا وانقضَّ يروي غلَّه وغليله والعدل كان مضرَّجاً وممدَّداً سيف الطغاة على المدائن مُصْلَتٌ طاغٍ. عمٍ. ويسومها سوم العِدى ما راعه في الحق لومة لائم والمعتدي استعصى ودين المُعْتَدَى (حمصٌ)(1) وأين ابن الوليد دماؤُها تجري وأطفال هناك مع الرَّدى أشلاؤهم في كلِّ ركن قد بدت والأم ثكلى تستغيثُ الأوحَدَا وعلى (حماة)(2) مأتمٌ، ومنادبٌ شُعَلاً هوتْ والموتُ أضحى موردا فإذا المآذنُ، والدماءُ تمازجتْ وعلى رُبى «العاصيِّ» صارتْ مسجدا (درعا)(3) أبا تمام! من يغتالُها؟ لمْ تنكسرْ يوماً ولنْ تتبدَّدا وعلى رُبى (إدلب)(4) زاويةُ (5) الحمى قبرُ المعرةِ (6) كمْ يَئِن تنهُدا أبني العروبةِ! إنها الشامُ التي أهدتْ إلى الأكوانِ أنوار الهدى! الأبجديةُ مِنْ سَمَاها أشرقت والفاتحون على ثراها رُقَّدا! (وبنو أمية) (7) خيلُهم مربوطة وصهيلُها بينَ الهضابِ تردَّدا الله باركَ حولَها، ونبيُّهُ الشامُ يوم الحشر تجمعنا غدا أمِنَ العروبةِ أنْ تُراقَ دماؤُها ونرى الظلام يلفُّها والسَّرمدا؟ ونرى الجيوش تدُك كلَّ مدينة في شرقها، في غربها، والمعْبَدا ونظامُها الأفَّاك يهزأُ ضاحكاً لمْ يخشَ أنواعَ العقاب ولا بدى وطنٌ بلا شجر الأمان ممزقٌ صحراءُ، لا غيثٌ يجودُ ولا ندى يتربع السفاح فوق عروشه ويسوم أهليه المرارةَ، والصَّدى كمْ عاندَ التاريخَ وغدٌ مارقٌ فأذاقهُ خسفاً وكانَ مُجَرَّدا! لا يسقطُ الوطنُ العليُّ من العُلى ما دام أن الله أعطى موعدا يُمْلِي ويمهلُ للطغاة، وإنما غضبُ الإله إذا أتى لا يُفْتَدى يا شامُ.. موعدنا رحابُ أميةٍ في (الجامع الأموي)(8) نجثوُ سُجَّدا ونعيشُ في وطن الشأم سواسيا والحقُ فوقَ الشَّام يبقى سيدا الأرضُ ترفضُ حين يرفضُ شعبها والشَّعبُ أقسم أن يكونَ السَّيدا * هذه القصيدة.. صدى الحرب التي يشنها رئيس الشام على شعبه.. هازئها بكل القيم، والشرائع، والقوانين ضارباً بها عرض الحائط. * (1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8) أسماء لأماكن ومدن في سورية. - الرياض - 2012