هناك مصطلح مروري يطلق عليه ساعة الزحمة Rush Houre ويقصد بذلك أي تلك الساعة التي تزدحم بها الطرق بكثرة السيارات نتيجة لتزامن تلك الساعة مع ذهاب الناس لأعمالهم ومدارسهم أو انصرافهم منها, وفي الوقت الذي نجد فيه اكتظاظ الطرق بالسيارات خلال ساعة الزحمة في كافة المدن المزدحمة في العالم مع سهولة انسياب تلك الطرق وعدم اكتظاظها بالسيارات في باقي أوقات اليوم الأخرى، أما في مدينة الرياض فالملاحظ أن ساعة الزحمة تمتد لتشمل معظم ساعات اليوم, فعند الخروج للكثير من الطرق الرئيسة بالعاصمة كطريق الملك فهد، وطريق العليا، وطريق مكة وغيرها من الطرق نلحظ ذلك الازدحام المروري المزعج في مختلف أوقات ذهاب الطلبة والموظفين لمدارسهم وأعمالهم وأوقات انصرافهم منها، ولكن ماذا يعني أن تزدحم تلك الطرق لكافة ساعات الصباح 8 12 ظهرا وماذا يعني ازدحامها في معظم أوقات بعد الظهيرة والمساء, نعم إن ازدحام تلك الطرق في مختلف أوقات اليوم يصل إلى درجة مملة. ويظل السؤال الأهم عن السبب في ازدحام طرق العاصمة في معظم فترات اليوم. فمدينة الرياض ليست بأكثر مدن العالم اكتظاظا بالسكان، كما أنها ليست بأكثر مدن العالم من حيث تعدد السيارات وكثرتها، كما تتميز مدينة الرياض بوجود شبكات طرق نموذجية لا تتوافر في الكثير من مدن العالم, فأين تقع المشكلة إذن؟. هل يعود السبب في ذلك إلى عدم تواجد وسائل مناسبة للنقل العام بين شوارع العاصمة مما ترتب عليه ضخامة أعداد السيارات الخاصة؟ أم أن ذلك يعود إلى سوء تنظيم للوقت لدينا من خلال الخروج المتكرر من المنزل طوال اليوم دون الحاجة لذلك؟ أم أن ذلك يعود الى سوء في تخطيط طرق العاصمة وعدم كفايتها للتكاثر السكاني للمدينة؟ أم أن ذلك يعود إلى كافة تلك الاستفسارات مجتمعة؟ أم أن ذلك يعود إلى قصور التنظيم المروري للسيارات من قبل القائمين على المرور؟. خلاصة الأمر، إن ما تشهده شوارع العاصمة الرئيسية من ازدحام شديد في معظم أوقات اليوم هو أمر لم يعد يطاق على الرغم من أن سكان المدينة لا يتجاوزون أربعة ملايين نسمة فكيف سيكون الحال عام 1440ه عندما يتجاوز عدد السكان عشرة ملايين ونصف المليون نسمة وفقا للدراسات المعدة في هذا الخصوص من قبل الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض؟, فمن لديه الإيضاح الشافي لذلك من القراء أو من قبل أي من الأجهزة ذات العلاقة فليتكرم بإيضاح ذلك. شوارعنا الداخلية بين الاتجاه الواحد والاتجاهين إن من تتاح له الفرصة بالذهاب لأي من الدول المتقدمة يلاحظ بأن غالبية إن لم يكن جميع الشوارع والممرات داخل الأحياء السكنية هي ذات اتجاه واحد مما يسهم في الحد من الحوادث المرورية في تلك الممرات, أما لدينا في المملكة فإن الكثير من الحوادث المرورية التي تقع داخل الأحياء السكنية نجد أنها تحدث بسبب أن تلك الشوارع والممرات ذات اتجاهين على الرغم من أن عرض الكثير من تلك الممرات لا يتجاوز الأمتار العشرة, فمتى سيأتي اليوم الذي يتم فيه تحويل كافة تلك الشوارع والممرات الداخلية لتصبح ذات اتجاه واحد بدلا من اتجاهين؟