مُهداة إلى مركز تفسير للدراسات القرآنية... إذا قيل: علْمٌ، فالكتابُ المُقَدّمُ كتابٌ به تَصْفُو القُلوبُ وتَسْلَمُ كتابٌ، به تُشفَى صدورٌ، وتنجلي همومٌ، وتزدانُ الحياةُ وتنعَمُ كتابٌ كريمٌ، فيه أخبارُ ما مَضَى وأنباءُ ما يأتِي، وخيرٌ ومغنمُ بآياته لمّا يُرتَّلُ، ترتقِي نفوسٌ، وبالترتيلِ يحْلُو الترنُّمُ هو الأفُقُ الأعلَى الفسيحُ، نجومُهُ طوالعُ، لا تَخْبُوُ، ولا هو يَظلِمُ كلامُ الذي تهفو إليهِ قلُوبُنَا تعالى إلهُ الكونِ، يقْضِي ويحْكُمُ تنّزل جبريلُ الأمينُ بوحيهِ كما ينزِلُ الغيثُ النقيُّ المطَهَّمُ تلاهُ على خيرِ الأنامِ معلِّماً فيا حُسنَ منْ يتلُو ومنْ يتعلَّمُ وللهِ خيرُ الأنبياءِ مضَى بِهِ علَى خيرِ ما يمْضِي الكريمُ المُكرَّمُ فأصبح قرآناً على الأرض ماشياً به يقتدي في منهج الخير مُسلِمُ وأصبح للقرآنِ في الأرضِ منهلٌ يطيبُ به الوجدانُ، والعقلُ يُلهَمُ وقامتْ به في الناطقينَ بلاغةٌ بأسمى علاماتِ البيانِ تُعَلَّمُ تلاَ المُصطفَى آيَ الكتابِ فأشرقتْ كواكبُ من حسنِ البيانِ وأنجُمُ تلاه على جبريلَ في الغارِ خائفاً فأمّنهُ ربٌّ من الخوفِ مُنعِمُ فأتقنَ من جبريلَ ترتيلَ لفظِهِ وأظهرَ من معناهُ ما ليسَ يُكتَمُ وشرَّق في الدنيا وغرَّب لفظُهُ فآمن في أرضِ الأحابش أصحمُ وأرْخَى له العقلُ السليمُ عنَانَه يقرِّر ما نادى به ويُسلِّمُ إذا قيل: عِلمٌ طيَّبَ الله نبعَهُ فيعلمُ كتاب اللهِ يُتْلَى ويُفهَمُ فإعجازُه علمٌ، وتفسير آيهِ وتوحيدُه العلم الأصيل المُقدَّمُ وعلمٌ بأسبابِ النزولِ مُكتَمِلٌ وعِلمٌ به نطقُ اللسانِ يُقوَّمُ وعِلمٌ بتجويدِ التلاوةِ قائمٌ وفقهٌ، وأحكامٌ بها العدلُ يُرسَمُ دراساتُ قرآنٍ تَكَاملَ نَسجُهَا تلاقى عليها دارسٌ ومُترجِمُ بها يستقيم العدلُ في الناسِ منهجاً ويُرعى ضعيفٌ في حماها ويُرحَمُ وتُحفَظُ نفسٌ حرةٌ ومُقامها ويُحمى بها عرضٌ، ويُحمى بها دمُ وتُفتحُ أبوابُ السعادةِ والرِّضا ويُكتبُ قانونُ السلامِ ويُرسَمُ فكلّ مفيدٍ، في الكتاب مُحلَّلٌ وكلُّ مضِرٍّ في الكتابِ مُحرَّمُ شآبيبُ قرآنٍ تبارك غَيثُها فلِّله خِصبٌ في الحياةِ ومَوْسِمُ سنرقى به مادام فينا مرتَّلاً وما دام دُستوراً لدينا يُعظَّمُ