يطوي اليمنيون غداً الثلاثاء صفحة حكم الرئيس علي عبدالله صالح عبر انتخاب نائبه عبد ربه منصور هادي رئيسا لفترة انتقالية تستمر سنتين، ليصبح اليمن بذلك أول بلد من بلدان الربيع العربي يشهد انتقالا للسلطة عبر اتفاق سياسي. إلا أن ظلال صالح الذي حكم بلاده 33 عاما تخيم على هذا الاستحقاق، فهو ما انفك يلوح بعودته شخصيا من الولاياتالمتحدة حيث يتلقى العلاج، فيما أقرباؤه ما زالوا يسيطرون على جزء كبير من الأجهزة العسكرية والأمنية. وسيبصح هادي رئيسًا بموجب اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة الذي وقعه صالح في الرياض في 23 نوفمبر بعد عشرة أشهر من التظاهرات المطالبة بإنهاء حكمه وتحت ضغوط دولية شديدة. ووفقا للبيانات الرسمية التي نشرتها وكالة أنباء «سبأ» فإنه يحق لأكثر من 12 مليون ناخب يمني الإدلاء بأصواتهم غدا الثلاثاء في الانتخابات الرئاسية المبكرة لاختيار المرشح التوافقي عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية. وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء عن استكمال كافة الترتيبات الأمنية والفنية والقانونية لاستقبال الناخبين ومباشرة عملية الاقتراع. وتشارك في إدارة الانتخابات 21 لجنة إشرافية و 301 لجنة أصلية و 28 ألف و 742 لجنة فرعية فضلا عن 732 لجنة فرعية إضافية لاستقبال الناخبين المتواجدين في غير مواطنهم الانتخابية، وكذا 168 لجنة فرعية إضافية خاصة بالنازحين. ويتولى أكثر من مائة وثلاثة آلاف كادر أمني ينتشرون في كافة المراكز الانتخابية توفير الحماية والأجواء الآمنة لسير عملية الاقتراع. وأفادت تقارير إخبارية محلية يمنية بأن القوات الأمنية عززت وجودها في محافظة عدن بجنوب البلاد بشكل كبير، وذلك بعد حادثين أمنيين استهدفا مقارا انتخابية في المدينة. ونقل موقع «التغيير» الإخباري عن شهود عيان أن العشرات من المدرعات والأطقم العسكرية انتشرت مساء السبت في مديريات المحافظة. من جهته أعلن مصدر رسمي أن مستشار الرئيس الاميركي للامن القومي جون برينان اكد مساء السبت لنائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، التزام الولاياتالمتحدة دعم اليمن حتى خروجه من الأزمة التي يشهدها. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن برينان أكد لنائب الرئيس «تأكيد الولاياتالمتحدة الوقوف إلى جانب اليمن حتى خروجه من الظروف الصعبة والأزمة الراهنة وبلوغ كامل أهداف المرحلة الانتقالية».