بعد مسيرة طويلة بطول الحياة والزمان انتقل إلى رحمة الله أحد العلماء الأفذاذ الشيخ محمد الحبيب بن الخوجة يوم الثلاثاء 23-2-1433ه وقد نعته مجامع علمية ورثاه كثير من العلماء، وقد ولد في تونس وتدرج في تحصيله العلمي حتى تخرج من جامعة الزيتونة وواصل تعليمه حتى حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السربون، ولقد التقيت به في عدة مناسبات علمية وثقافية في كل من جدة, والرباط، وتونس، وقد شغل مناصب علمية كثيرة وأنفق عمره مجاهداً باللسان والقلم والعلم والمؤلفات. ولقد تعين أميناً عاماً لمجمع الفقه الإسلامي بجدة لعدة سنوات وكان له دور فاعل في المجمع وفي إدارته ومؤتمراته، والمتأمل في سيرته يدرك اهتمامه بالعلم وجمعه بين الأصالة والمعاصرة، تجلى ذلك في نشاطه العلمي وإنتاجه الفكري، لقد كان علماً من أعلام العصر ملمًا بعلوم الشريعة وآداب اللغة العربية وثقافتها.. وتنوعت مؤلفاته وإسهاماته العلمية المتنوعة. رحم الله الفقيد وكلما غاب عالم ورحل تبقى آثاره في الكتب والنفوس.. ولقد قيل: وإنما المرء حديث بعده فكن حديثاً حسنا لمن وعى وقيل: والموت نقاد على كفه جواهر يختار منها الجياد